الإثنين: 31 مارس 2025م - العدد رقم 2506
Adsense
مقالات صحفية

فتاة عمانية تقود حافلة مواصلات

 يعقوب بن حميد المقبالي

  كعادتي، أتنقل في إحدى الأيام في محافظة مسقط لأقضي مآربي في محافظة مسقط، فقررت أن أستقل حافلات المواصلات وانتظرت في إحدى المحطات، إذا بها تأتي، حافلة المواصلات وأصعد إليها لأذهب إلى وجهتي، وإذا بي أنظر إلى قائد الحافلة لإنهاء الإجراءات، فإذا بي أُفاجأ بأنها فتاة، وفي هذه الحالة، أكذب وأصدق نفسي، هل هي فتاة عمانية أم ماذا؟ بعدما وقفت في المحطة، جذبني الفضول أن أسأل: هل تلك فتاة عمانية أم لا؟ فردت عليّ بكل فخر: “أنا أختك عمانية”. “عمانية أنتِ؟” نعم، عمانية. هنا، ثلج صدري فرحة بأن نرى واحدة من بنات وطني هي من تقود حافلة المواصلات وتجوب بها في شوارع محافظة مسقط، تؤدي خدمة الوطن وتلبي نداء قائدها المفدى، وتنخرط مع زملائها في نفس تلك المهنة لتؤدي واجبها الوطني.

وهذا ليس بغريب على مثل هذه الفتاة أن تنخرط في سوق العمل، وتكون قائدة فذة لأحد أسطول المواصلات العمانية. فالعمل شرف وواجب وطني.

مواصلات عمان لها الشكر الجزيل على تبني هذا القرار بتوظيف الفتاة، وتحتضنها حالها حال أخيها الرجل في الأسطول الذي يعد الشريان النابض والمغذي في مجال المواصلات بشوارع سلطنة عمان، خصوصاً محافظة مسقط.

   يتضح لنا ومن خلال ما نراه في بلادنا أن العماني، كان ذكرًا أو أنثى، لن يترفع عن أي مهنة تتاح له في الحياة، لقد جبلته أن يعمل بجد واجتهاد ليخدم عملاءه معًا في أي ميدان من ميادين العمل.

هنا يجب أن نضع لهذه الفتاة تحية وتقدير على أنها تكابد لأجل لقمة العيش، وتشارك في بناء هذا الوطن الذي هو أمانة في أعناق كل عماني وعمانية، حيث إننا جميعًا في مسار واحد، وهو رفع وتحسين وبناء أركان هذا الوطن قدر استطاعتنا.

  المواطن مطالب بهذا الوطن بأن يشد ساعده للانخراط في أي وظيفة تضمن له العيش الكريم والرفاهية، ليكون أحد اللبنات التي تسهم في رفع هذا الوطن إلى قمم أعلى من خلال العمل الجماعي والمشاركة الإيجابية.

فشكرًا لكل شاب وشابة يكرسون رغباتهم الوطنية من أجل تلبية نداء قائدهم المفدى ووطنهم العظيم، هناك كواكب من الشباب والشابات لديهم الحب المخلص والإرادة العالية والإصرار المتواصل، ليخرجوا إلى ميدان العمل، ويفجروا طاقاتهم من ينابيع عقولهم التي لن تنام أو تسترخي حتى يلبي لهم مطلبهم من المشاركة في ميادين العمل في هذا الوطن العزيز علينا جميعًا.

  هنا ومن خلال هذا المقال المتواضع، نطالب كما كانت مطالباتنا المكررة بفتح سوق العمل أمام الشباب العماني، وإعطائهم الوظائف ليؤدوا واجبهم المقدس، حيث إن هناك الآلاف من الشباب الباحثين عن العمل، وهم متسلحون بالعلم والتعلم، حاملين معهم جهودهم التي بذلوها في سنوات دراستهم، سواء كانوا خريجي جامعات أو كليات أو معاهد أو حاملي شهادات الثاني عشر. نطالب المختصين بالإسراع في إيجاد الأعمال لهم، فالعمر يتقدم، والإنسان إن لم يجد العمل، فكيف يستطيع العيش في بلاده بأمن وعزة وكرامة؟

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights