الأقنعةُ على اختلافها تسقط
ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي
من الجماليات في الأدب العربيّ، المُحسّنات البديعية كالجناس والسجع وحُسن التقسيم والاقتباس، وهذه محسنات لفظية، وهناك محسنات معنوية وهي:
التورية والطباق أو المطابقة والتضاد والمقابلة وحُسن التعليل والمبالغة والإغراق والغلوّ.
وهذه أمثلة عابرة ذكرناها باختصار عن عِلم البديع، ومن بعض ما درسناه، وإلّا فالّلغة العربية تزخر بالكثير والكثير.
فالمعاني والبيان والبديع، علومٌ تعرف بها البلاغة في اللغة العربية، وقد ظهرت مدارس منذ القِدم في هذه العلوم، ومنها مدرسة الزمخشري، والسكاكي، وابن الأثير الذي كتب مقالات عن هذه العلوم.
وقد برع الشعراء والأدباء منذ القِدم في هذه العلوم، وقد ضربت الأمثلة بالكثير من القصائد الشعرية التي حوَت علوم البلاغة والصور الجمالية والاستعارات المكنية، وعلى سبيل المثال لا الحصر قصيدة البردة للبوصيري.
إن المتتبّع لتاريخ الأدب العربيّ يعي تماماً على مرّ العصور الإرث الأدبي الوافر الذي تركه الأجداد، وقد سطّروه بماء الذهب على صفحات اللُجين.
وليت بعض من يدّعي الثقافة اليوم يحذو حذوهم بدل أن يضيّع وقته فيما لا فائدة منه، وقد قيل: الطيور على أشكالها تقع، وأنا أقول على غِرار ذلك: الأقنعةُ على اختلافها تسقط.
ليت بعض روّاد الأدب اليوم فعلاً يهتمّ بالأدب أو يتحلى به، فمن انحرف عن الطريق السويّ كمن يضرم النار متعمّداً في بيته الذي بناه من خشب.
فركاكة الأسلوب والإفلاس في الطرح، وضعف المحتوى، كل هذه العوامل لا تضيف للأدب شيئاً، بل تهوي به من شموخه.
ومن كان هذا حاله فالأدب منه بريء، ولا حاجة لما يبثّه وينشره.
والحمد لله أن الساحة الأدبية ما تزال بخير، وقد ترك الكثير من الأدباء في وقتنا الحاضر بصمة تُذكر ولها في النفوس عظيم الأثر.