2024
Adsense
مقالات صحفية

المقومات السياحية الحديثة، تحقق معدلات نمو مرتفعة للسياحة القطرية

سعيد بن خميس الهنداسي

 في بداية الثمانينات من القرن الناضي، وأنا بعمر الخامسة عشر إلى السابعة عشر، كنتُ أتردد كثيراً على دولة قطر، في إجازة نصف السنة، والإجازة الدراسية السنوية، بحكم تواجد أقاربي هناك، وخلال الفترة القريبة سمحت لي الظروف بزيارتين بين شهري ديسمبر ٢٠٢٢م أثناء المونديال، ويناير ٢٠٢٣م للسياحة، وشتّان بين الفترتين، فقطر التي كانت سياحياً تعتمد على الكورنيش والمتحف والحديقة، أصبحت اليوم دولةً عصرية رائعة مفعمة بالحيوية، وتُعتبر من أهم وجهات السياحة في الوطن العربيّ، بل وفي العالم، فهي تُعدّ شبه جزيرةٍ تقع على ساحل الخليج العربي، وتتميّز بموقعها بين دول مجلس التعاون الخليجي، وقديماً كان مصدر دخلها يعتمد على ساحلها الذي ساعدَ السكان على صيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ، واليوم تتمتع قطر بالعديد من الصناعات المتنامية، وتُعدّ من الدول الآمنة على مستوى العالم، كما أنها دولةٌ متقدّمة في مجال التنمية البشرية.
أمّا على الصعيد الاقتصاديّ فتعدّ دولةً غنية وذات دخلٍ مرتفعٍ، لامتلاكها احتياطيّ كبير من الغاز النفط هو الأعلى في العالم.

تمتلك قطر عِدّة مؤهلات تجعل منها وجهةً سياحية مهمة، فقد احتلّت مراتب متقدمة على مستوى المنطقة والعالم، ذلك لأنها تجمع بينَ الأصالةِ والحداثة، والمناظر الصحراوية الطبيعية، وتظهر الأصالة فيها لكونها موطناً لتراثٍ إسلامي قديم، وتَضُم  عِدّة قلاع تاريخية، بالإضافة للعديد من المتاحف، والمواقع الأثرية العالمية، وتعد قطر دولة حديثة، لما فيها من مبانٍ شاهقة الارتفاع، وحدائق جميلة، وتكنولوجيا حديثة، وفنونٍ جاذبة موجودة في عِدّة أماكن مثل: مركز سوق واقف للفنون.

كما يُقام في قطر عِدّة مهرجانات لجذب السيّاح، الذين تستقبلهم من كافة أنحاء العالم لما تضمّه من إمكانيات سياحية وترفيهية تناسب الجميع، ولِما تحتويه من معالم سياحية وترفيهية رائعة، ومقومات كبيرة تجعلها وجهة مثالية لتجربة سياحة مثالية، وتتمتع بثقافة غنية، وبمعالم سياحية وترفيهية مناسبة، كالمنتزهات والشواطئ الجميلة، كما أن لهواة التسوق خيارات واسعة من الأسواق العصرية والشعبية، وهي مزيجٌ من الحداثة والأصالة، والتقاليد المستمدّة من ثقافتها العريقة، فبينما مدنها تكتسي بالطابع الحديث المتطور الذي يتجلّى في المرافق والبنية التحتية، إلا أنها ما زالت محافظة على تراثها وثقافتها وتقاليدها المتجسّدة في كل التفاصيل المحيطة، فضلاً عن العمارة العربية التقليدية، وتعد موطناً للعديد من الوجهات السياحية الأكثر شعبية، وتشمل العديد من الأماكن السياحية الشهيرة مثل: كورنيش الدوحة، شاطئ كتارا، جزيرة اللؤلؤة، حديقة الحيوان، جنغل زون قطر، قرية كتارا الثقافية، القلاع العديدة، متحف الفن الإسلامي، ومتحف قطر الوطني، سوق واقف الشهير، مدينة الخور الصحراوية، مدينة الوكرة الساحلية، سوق الوكرة القديم، منتجع جزيرة البنانا، منتزه أسباير  وجزيرة المها، وحديقة الحيوانات والكثير من المولات الفارهة، كل هذا وأكثر ستجده في الساحرة قطر، وهذا ما يجعل تجربة الإقامة فيها ذات مستوىً رفيع، وذلك لما فيها من معالم سياحية جاذبة للسياح من جميع أنحاء العالم، ولا ننسى أماكن الإقامة، حيث تشتهر قطر بفنادقها ومنتجعاتها الفخمة، والتي تجعل من زيارة قطر تجربة متكاملة، كما أن لديها مجموعة واسعة من المرافق الترفيهية المتنوعة.

كما تعتبر السياحة الرياضية في قطر واحدة من أهم الاستراتيجيات الوطنية من أجل تحقيق أهداف النمو في قطاع السياحة لتعزيز مكانة دولة قطر حتى أصبحت الآن ذات واجهة سياحية رياضية مميزة، تتجه إليها أنظار العالم والمهتمين بالمجالات الرياضية.

على الصعيد الخليجي والعربي والإقليمي والعالمي، حيث تمتلك شبكة طرق حديثة ومتطورة توفر للسائق تنوع الخيارات لقيادة آمنة وسرعة التنقل، كالجسور والأنفاق العديدة، كما تمتلك شبكة متطورة لحركة النقل والمواصلات، فقد شهدت البنية التحتية لقطاع النقل في قطر تطوراً كبيراً على مدى السنوات الماضية، لضمان كفاءة خطط النقل والمواصلات خلال استضافة كأس العالم ٢٠٢٢م، وتوفير خيارات سريعة وفعالة، وخلق إرثٍ قويٍّ ومستدام للأجيال، بتنوع الحلول بين المترو والترام وباصات النقل وشركات أخرى للنقل مثل أوبر وغيرها، كما تمتلك موانئَ حديثة لاستقبال السفن السياحية العملاقة.
وفي المجال الجوي يعدّ مطار حمد الدولي المصُنّف كأفضل مطار في العالم، مدعوماً بأسطول طائرات حديثة يعدّ من أفضل الخطوط الجوية على مستوى العالم.

دولة قطر أصبحت رائدة في المنطقة في جميع المجالات والأصعدة، مما جعلها مركز جذب للعديد من السياح والزوار من مختلف أنحاء العالم، ذلك لأنها تمتلك الكثير من المقومات السياحية، التي مكنتها من تحقيق معدلات نمو كبيرة في القطاع السياحي، وتحقيق تطورات هامة سواء على مستوى عدد الزائرين للبلاد أو على مستوى تطوير البنية التحتية السياحية، وحوكمة القطاع السياحي، بما يحقق التنوع الاقتصادي الذي يعد من أهم أهداف رؤية قطر الوطنية، آملين أن تحذو بقية دول الخليج حذو دولة قطر والإمارات والسعودية في تحقيق معدلات نمو ملحوظة في المجال السياحي.​

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights