لا أُجيد العيش حيثُ تعيش
آية بنت خالد اليحمدية
مِنَ المُدهِـش أَن تفكر كيف لقلبٍ بروح قلبك الضعيف يتحمل المسؤولية؟! يتحمل مسؤولية العيش في هذه الدُنيـا، سوداء تعتريها عُتمة الكهف المهجور، تتـسلل الحشرات والثعابين من فتحات لا تراها، ويحدث ما لم تتوقع أن يحدث، حين يلتف جسدها بجسدك دون أن تشـعر، وتسوء وتنهمر عليك الاتهامـات يمينًا ويسارًا، ويأكل لحمك ذاك المنافق الكذاب، ويتظاهر باحتوائك الصديق المختار، تلك الأمة عارية الطّباع، لا تُطاق، لا تعرف قدر الموجود، ولا تحترم أثر الغائب، تلك هي ناكرة المعروف، ذات الطباع الصخبة، والروح المَلومـة المهتمة بالمظاهر، تلك هي التي لا أجيد العيش حيث تعيش هي، بالطبع هي التي لا تستحق إلا وَأد أبي لهب.
أفهـم ماذا يعني أن تبكي حتى تتمزق عيناك، تبكي حتى تغفو في سبات عميق، تخنقك المشاعر في منتصف الليل، وأنت على سريرك، أدرك حجم الجرح الذي بداخلك، ما استنجدت ببشر إلا خذلك، ولا بعلمٍ إلا كُشِف لك، ولا بطائر إلا حلّق حولك، وأعلم أنني لست أهلًا لك، ولا بصديق مقرب منك، لكني أعلم بألم تمزق الشرايين الذي بداخلك، فوالله بحجم ما كانت الليالي معلقة بينك ودمعتك، إلا عوضك الله وجبر قلبك، بحجم الليالي السيئة ستُفرج ولو بعد حين، ثِق بالإلـه الرباني، سيُبهرك..