دموعٌ لا تتوقف
نور بنت علي السعيدية
عندما أنظر إلى تلك الحروف،
يتشتّت تفكيري على ذلك الفراغ.
أصمتُ وسط الحروب،
أبتسم إلى حيث الوجوه المجهولة.
أدمع على تلك الذكريات.
لا أعلم إلى أيّ شاطئٍ سوف ترسو سفني.
لا أعلم أين ستشرق شمس صباحي.
ولا أدري أين يظهر نور قمري.
تنزف حياتي على بيوتٍ مهجورة.
تتساقط وريقات حنيني على صحارٍ جافة.
ثبتت تلك المقلتان على زوايا مظلمة.
أبتسم وكأني أحارب بؤس العالم.
أبكي على ماذا؟
دموعي لمَ لا تتوقف في الصمت؟
أَمْ أن شوقي لفقيدي فاقَ كلّ شيء؟
في كلّ مرّة أبتسم وأتذكر ساعات تلك الليلة فأحزن.
متى ستكتب على كفّ الليالي وينتهي حزني؟
متى تحنّ ليالي الفرح على قلبي؟
متى سأباهي العالم بفرحتي؟
متى سأخرج إلى الناس دون تزييف بسمة؟
متى تلمع عيوني على بريق التخطّي؟
فراغ تلك الأيام مرهقٌ بشدّة،
مرهقٌ في ذلك العمر تحمّل همّ العالم.
مرهقٌ ذلك الحزن الذي يستنزف طاقتك.
تتمنى الموت دون اليأس أجمع.
تتمنى أن تتوقف عقارب الساعة، ولا ترى نظرات الشفقة.
تتمنى حتى ينتهي حبر الأقلام.