سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

استخدام بطاقات الأداء المتوازن لتقييم الأداء المؤسسي

د. مسلم بن سالم بن محمد الحراصي
-باحث في الموارد البشرية والقضايا التربوية-

يُعبر الأداء عن قدرة المؤسسة على تحقيق الأهداف التي وضعتها، والمنهجيات الصحيحة التي اتبعتها، واستغلالها الموارد المتاحة والإمكانات المتوفرة، كذلك يمثل المرآة الحقيقية التي تبرز كافة الجوانب ومجالات أعمال المؤسسة، وتأتي مرحلة تقييم الأداء بهدف مقارنة النتائج المحققة بعد قياس الأداء الفعلي بالنتائج المرسومة والمخطط لها سابقاً ومعرفة التطور فيه أو الفاقد الذي لم يتحقق.

وتظهر أهمية تقييم الأداء في إصدار التقارير المؤسسية التي تعكس مدى تحقق الأهداف، والإسهام في اتخاذ القرارات المناسبة التي تطور وتحسن الخطوات القادمة، وتنفيذ الخطوات المستقبلية بناء على منهجية علمية صحيحة مستندة على منطلقات راسخة وواقعية، وتطوير الأداء المتكامل والعمليات الداخلية والارتقاء بها داخليًا وخارجيًا، ويدخل قياس الأداء المؤسسي وتقييمه في ترشيد الصرف المالي وتخفيض المخاطر والتحديات المحتملة، كذلك تحديد مراحل التنفيذ والمتابعة، وتوجيه الجهود البشرية والإمكانات الأخرى والتقسيمات التابعة للمؤسسة للعمل في نفس المسار.

ومن أهم منهجيات قياس الأداء وتقييمه بطاقات الأداء المتوازن، والتي صممت لمتابعة الإنجاز المؤسسي ومقدار الأهداف المنفذة وفق استراتيجيات محددة مسبقاً، كما ظهرت هذه الأداة نتيجة التغيرات المتسارعة والمتطلبات الراهنة، والتي لا تتوافق مع أنظمة قياس الأداء وتقييمه بالطرق التقليدية، كما أنها تعمل على تقييم الأداء بشكل متوازن بين الأبعاد الرئيسية دون التركيز على بُعد واحد فقط، وتتمثل الأبعاد في: البعد المالي، وبعد العملاء، وبعد العمليات الداخلية، وبعد التعليم والنمو، فهي تتناسب مع كافة المؤسسات وتحدد سلامة أدائها، ونظرة الإدارة إلى مواطن الخلل والتحديات؛ لضمان تفاديها وإيجاد الحلول المناسبة لها.

ورغم قوة بطاقات الأداء المتوازن وأهميتها في قياس الأداء المؤسسي وتقييمه فإنها قد تعاني من بعض التحديات التي ينبغي الابتعاد عنها ومنها: عدم التزام الفئات المستهدف تطبيقها بالشكل الصحيح، كذلك بناء أهداف استراتيجية بطريقة غير مدروسة، ولا تعتمد على احتياج مؤسسي، إضافة إلى ذلك عدم توفر الإمكانات المالية اللازمة لتنفيذ الخطط التشغيلية؛ وبذلك إهمال بعض أنشطتها أو تنفيذها في غير وقتها المناسب، كما أن من التحديات المهمة عدم الاتفاق بين مقاييس الأداة من الأطراف المعنية ومقاومة التغيير وصعوبة التعامل مع الخطط الاستراتيجية ورسمها بالشراكة الممنهجة.

ولعلاج ذلك لا بد من نشر ثقافة تطبيق بطاقات الأداء المتوازن بين كافة التقسيمات والجهات المعنية قبل تنفيذها بفتره كافية، وتقديم التدريب المناسب والمتكامل لجميع المعنيين، وأخذ وجهات النظر ودراستها، والوصول إلى اتفاق يضمن سلامة التطبيق وتحقق الإجراءات، والخروج بنتائج ملموسة ومقبولة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights