صور من الذاكرة
مريم شملان
إني هنا حقاً وأني أذكرك
زمني الذي قد مر بي
مهلاً .. فأني لا أزال
أيامها تلك التي
هي بذهني باقية
وترابها طرقاتنا.. وطينها الوادي الذي
نلهوُ عليه..
ما زلت يا باقٍ لي وخالد
بالروح بالآهات لي..
أنت شاهد
لا، لا تظن…. إني بعقلي الطفلة البلهاء
أوهاماً وإنكِ يا تلك الليالي واهية
صوتك يؤرق مَخدعي
وأصوات من كانوا
بقربي بالحياة
حنينهم حب السكينة الراضية
دنياي.. ذكراي التي لا أهجرك
لا لن يكون
فليالي بردك يا شباط
إلينا آتية
فوق الهضاب
وجبالنا بظلالها
من التراب دانية
في آخر القرية على التلة هناك
تعزف الألحان،
تشدُ تراتيل الرياح…
تدعوُ ليأتينا الصباح
بالشوق حتماً يا قلوب باللقاءِ باكية
بالصمت يا تلك البرائة في العيون
والصوت قهقهة الضَحكات في الأرجاء
في جوف السكون
ها أقبلت تلك الليالي الهانية
فيها الأماسي
ترتدي ثوب السواد
فيها تباشير السعادة من سُعاد
ترسل السماء.. بارداً من ماء
وسَقفنا.. فَرحاً بخيرات السماء
والرعد بالرحمن حَمداً، من تهاليل النساء
وموقد الدفء..
الذي لا ينام..
يرسم الأحلام
بين أجفان الطفولة الصافية