عبير الحاتمية
“عليك أن تعزف موسيقى الحياة جيدًا؛ وإلا ستكرر عزفها”
الموسيقى لا تعني أنك تحتاج إلى ملحّنٍ وعازفٍ جيد يعزف لك نوتةً موسيقية لإطراب مسامعك؛ ولكن المقصود هو أن تسعى لبناء حياتك بإرادتك متخذًا العقل والمنطق سبيلًا في تحقيق ذلك؛ والقصد مما أقوله هو ألا تجعل من نفسك عبدًا لتلبية رغباتك وليس عليك إشباع نفسك بكل ما ترغب به أو تتمناه.
الكل منا يرغب بأشياء كثيرة وربما تأتي فجأة إلى نفسك ولكن من المفترض أن تدع حدًا لرغباتك لأنك لو اتبعت كل ما تهواه نفسك لأصبحت أسيرها المحبوس في قفصٍ أسود تحيط به الهموم والتعاسة من كل جانب؛ لأنك لم تدرك مفهوم البساطة والإنسيابية في الحياة.
عليك أن تجري في هذه الدنيا مثلما تتدفق الجداول لأبعد بقيعة لتروي ظمأ الأرض وليس مثلما يتدفق المحيط ذو مساحة محدودة .. لكي تدرك مفهوم التأمل والامتداد حتى لا تصبح فردًا محدود المصادر، فكلما تعسرّ عليك أمر سعيت إلى النور المناسب الذي يساعدك ظله في حل ما ظلّ سبيلك عن العبور والاستمرار الصحيح.
عليك أن تتأمل أبعاد الحياة الثلاثة جيدًا التفكير، الفعل، الشعور، كما يوجد بعدٌ رابع ألا وهو أنت؛ أما أن تبحث عن الحقيقة داخلك لعزف موسيقى حياتك بشكل منظمّ أو أن تبحث عنها في أهواء الآخرين حتى تعيد عزفها ثانية، و ثالثةً وحتى رابعة ظنًا منك أنك تبهر الآخرين بها و لكن لم يتوقفوا عن الطلب من عزفها مرات عدة حتى تتقن عزفها.. فما أسوأ حقيقة اعتقادهم عندما خالفوا ظنك بعملك.
