د. حسين كاظم الوائلي،
متخصص في الطاقة،
أستاذ مشارك – جامعة صحار
قبل الخَوض في المِحوَر الأخير لا بدّ من تذكير القارئ الكريم بما تمّ تناوله من مَحاور في الجزأَين الأول والثاني؛ حيث تناولنا في الجزء الأول من هذا المقال المحوَرين الأول والثاني وهما:
المحور الأول: لماذا يُفضّل استخدام الطاقة المتجددة في سلطنة عمان؟
المحور الثاني: الطاقة والاقتصاد في سلطنة عمان.
أما في الجزء الثاني فتناولنا المحورين: الثالث: الطاقة في رؤية عمان 2040 والمحور الرابع: دور البحث العلمي في قطاع الطاقة.
وقد خلصنا في المحاور السابقة إلى أهمية دَور قطاع الطاقة المتجددة في سلطنة عمان ومحوريته في تشكيل الاقتصاد العماني وتحقيق أهداف رؤية عمان 2040.
كما أن قطاع الطاقة في رؤية عمان 2040 أساسيّ ومرتبط بالاقتصاد والبحث العلميّ، بأواصر قوية تدعو للتأمُّل وتشجّع البحث العلمي نحو خَلق علاقة صحيّة بين التعليم والصناعة.
في هذا الجزء الثالث والأخير سنتناول المحوَر الخامس: الحلول التقنية في مَجال الطاقة المتجددة.
والمحور السادس:
الحلول والمقترحات لتنشيط قطاع الطاقة المتجددة في السلطنة.
المحور الخامس:
الحلول التقنية في مجال الطاقة المتجددة، وكمقدمة لهذا المحوَر لا بدّ من الإشارة إلى العوامل المؤثرة في أنظمة الطاقة الشمسية على سبيل الإشارة لا الحصر. وباعتبارها الخَيار الأول في مجال الطاقات المتجددة في عمان وكيفية دراستها لغرض التطوير وتحسين الأداء، وسيكون الحديث في نقطتين هما:
النقطة الأولى:
تأثير عوامل المناخ في أداء أنظمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حيث نجد أن عوامل المناخ لها الدَّور الأكبر في إنجاح المشاريع من الناحية الفنية والاقتصادية.
وكأمثلة من الدراسات التي أجراها طلَبَتنا في جامعة صحار في مجال المنظومات الشمسية، نجد أن دراسة تأثير الغُبار كَمّاً ونوعاً في عمان على أداء الخلايا الشمسية له أثر في جدوى الاستثمار في هذه المنظومات، وكذلك دراسة تأثير الحرارة والرطوبة على إنتاجيّة هذه الخلايا بما يدعو إلى التأمّل في اختيار مكان تنصيب المنظومة ونوع التكنولوجيا المستخدمة ودقّة التصميم بما ينعكس على الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع.
أبحاثنا أيضاً في مجال شيخوخة الخلايا وضعف الأداء مع الزمن، وكذلك تأثير التغيّر المناخي في المنظومات الشمسية خصوصاً ونحن نتحدث عن المستقبل في عمان 2040.
النقطة الثانية:
الإبتكارات والأنظمة المتطورة في مجال الطاقة المتجددة.
لا بدّ من الإشارة إلى أهمية متابعة التطورات العالمية في مجال تكنولوجيا الطاقة المتجددة وعدم استنساخ تجربة بعينها في بلدان أخرى. وهذا يتطلّب بدوره الاستعانة بالخُبراء في المجال من داخل المؤسسات المعنيّة لرسم خارطة طريق تناسب المستقبل.
لا بدّ من الإشارة إلى أهمية مراجعة التشريعات وتطويرها في ضوء قراءة واضحة لتشريعات الدول المتقدمة في المجال، ومراجعة واقع سوق الطاقة المتجددة في عمان.
إن تشجيع المستثمرين والمواطنين أساسيّ لتطوير القطاع والذي سينعكس إيجاباً على فُرص العمل والاقتصاد. ولا ننسى أهمية وجود سيطرة نوعيّة على هذا السوق الواعد. إن الابتكار في هذا القطاع يحتاج متابعة من المعنيين؛ حيث نجد تطور منظومات الطاقة الشمسية الهجينة وتوربينات الرياح في البحر واليابسة واضحة في الدول المتقدمة.
كذلك حُمّى تطوير التقنية والتصميم في العالم الغربيّ وإدخاله في المباني ووسائل النقل مهمّ، ويجب أخذه بعين الاعتبار.
المحور السادس:
الحلول والمقترحات لتنشيط قطاع الطاقة المتجددة في السلطنة، وكمقدمة نشير إلى أهمية معالجة التحديات المعيقة لتطور قطاع الطاقة المتجددة في السلطنة.
وهذه التحديات ممكن تلخيصها بالتشريعات والسيطرة النوعية والدراسات التفصيلية لغرض الاستثمار، وتوفير رؤوس الأموال لهذه المشاريع.
هناك العديد من المشاريع في دول الجوار فَشِلت بسبب إغفال بعض النقاط آنفة الذكر. ومن الممكن الإشارة إلى ثلاث نقاط في هذا المحور هي:
النقطة الأولى:
دور الإعلام في نشر التوعية حول الطاقة المتجددة وتسليط الضوء على البحث العلمي في المجال وآخِر الاكتشافات وبراءات الاختراع في مجال الطاقة.
النقطة الثانية:
دَور صُنّاع القرار في دعم قطاع الطاقة المتجددة عبر تسهيل الاستثمار والإجراءات في القطاع ووضع حوافز للمستثمرين على النطاق السكني والتجاري والصناعي، ووضع تشريعات لحماية المستهلك ورفع الجودة.
النقطة الثالثة:
دَور القطاع الأكاديمي والعلماء في إيجاد الحلول المناسبة من الجوانب الفنية والاقتصادية؛ وذلك عبر تطوير أحدث الحلول التكنولوجية وإنشائها وفحصها وتجريبها ومعالجة المشاكل المتكررة التي تواجهها الخلايا الشمسية.
وكخلاصة لهذه المقالة: لا بدّ من الإشارة إلى أن الطموح كبيرٌ في رؤية عمان 2040 قطاع الطاقة المتجددة، والواقع سيفرض العديد من التحديات لا بُدّ من معرفتها مسبقاً، والعمل على إيجاد حلول واقعية عملية وتدارُك الأخطاء التي وقع فيها الآخرون، وحساب العناصر المستقبلية، ومتابعة الإنتاجية والأرباح نحو الوصول إلى استثمارات ناجحة.
ختاماً: بين الواقع والطموح العديد من الأسئلة نتطلّع أن نجد لها أجوبة.
وكُلّي تفاؤل بمستقبلٍ واعدٍ لهذا القطاع.
دمتم بخير.