حفزوا أنفسكم ولا تبخلوا عليها
بدرية بنت حمد السيابية
أحيانًا نزعج أنفسنا بأنفسنا من سماع أو مشاهدة ما يضيق خواطرنا من مشاهدة الحروب في العالم، وسماع أخبار ذات أشكال وأنواع نفسية؛ كعدد الوفيات في انهيار جسر ما أو انجراف الأودية أو الأعاصير أو انتشار لبعض الأمراض المعدية وغيرها من الأخبار المزعجة، البعض يتابع هذه الأخبار في كل الأوقات وكأنه قاصد تعكير مزاجه ويكون حريص على المتابعة، لربما سيقول أحدهم هذا مجال عملهم!!! كمتابعة أحوال الطقس وإعلام الناس بمدى خطورة الوضع مع اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في مواجهة أو التقليل من الأضرار الناجمة، لكني هنا أتحدث عن الأشخاص الخارجين عن الإطار العملي وليس لهم أي صلة بذلك، من يجلبون لأنفسهم الإحباط والكٱبة والسلبية.
كما أنه هناك فئة من الناس تتربص هذه الأخبار وقد يزيدون على الخبر “بهارات” كما يقال، فهل أضحك؟ أو أستمع إليهم؟
لا تحملوا فوق طاقاتكم ولا تهتموا بالعابرين دعوا الخلق للخالق، عيشوا حياتكم بكل تفاصيلها بين أولادكم وأهاليكم وكل محبيكم، اغتنموا الفرص الذهبية دائمًا، ولا تظلموا أنفسكم وترهقوها لسبب دنيوي؛ فالحياة جميلة بوجود من ترتاح لهم النفس.
تعاملوا مع الآخرين بلطف وود، ولا تشحنوا قلوبكم حسدًا وكرهية فإننا في النهاية راحلون، فنحن مجرد ضيوف على هذه الأرض نعيشها بحلوها ومرها وفق ما كتبه الله لنا، ولا تندم على ما فاتك فأنت لم تخلق لتحمل كل هذا على عاتقِك، ميَّزك الخالق عن بقية المخلوقات بعقلك وفكرك، ركز على أهدافك وخططك للمنتظرة ولا تركنها في درج النسيان والإهمال، أفيق من سبات الكسل، حقق طموحك وأحلامك التي تنظر إليك من بعيد وهي مبتسمة لتقول لك: أنا هنا، هيا تعال لتنتشلني للنور ورؤية النجاح يعلو مستبشرا بما حققته من إنجاز.
ركز على ما تحتاج إليه نفسك، على ما تسعى إليه روحك، وكن مختلفا عن الجميع بأثرك وبعملك الصالح والإيجابي، عش حياتك وأنت مقتنع بأنك إنسان قادر على إنجاز عمل تحبه روحك، وقادر على تخطي عقبات الحياة لنحفز أنفسنا بعطاء لا محدود، اجلس مع من ترتاح لهم النفس مع الصديق، الأهل ، الأبناء مع من كتب تحت أقدامها الجنة “أمك”، تحدث معها آخذاً منها معني التضحية والحب الحقيقي لأبنائها.
تأكد بأن أبسط الأشياء الجميلة تسعدنا دائماً دون مقابل، لها معنى وأهمية كبيرة في نفوسنا، كممارسة الرياضة فبعد الإنتهاء ماذا تشعر؟؟ أليس براحة جسدية فأنت تعطي لهذا الجسد الصحة والعافية بإرادة الخالق.
ناقش في حواراتك، ولكن بأسلوب متقن، أسلوب يجعلك سيَّد الحوار، أستمع للآخرين بإنصات؛ ففي النهاية أنت ليس مجبورًا على تعكير يومك بالرد على أشخاص همهم “زيادة الطين بلة” ويعجنون في تفاصيل لا تثمر بنتيجة إيجابية ومقتنعة، إرحل عن المكان الذي لا يعيرك اهتمام ولا يقدرك، وبهذا التصرف أنت أكسبت عقلك بأريحية بحكمتك وحنكتك.
أفرد جناحيك كالطير المغرد بعيدًا ليستمتع بأجواءه المرحة المفرحة، لاننكر بأن كل واحد فينا لديه ضغوطات ولدية أولويات، ولكن لا يمنع أن نعطي لأنفسنا وقتًا لتعيش بسلام وحب وتسامح؛ ستكون حينها أعطيت نفسك حق تعيشه.