الطلب الأخير
سلطان الزعابي
ألا فارقدي يا روح في دنيا السّلام
ولأقرأ لها من عمقي ترنيمة الأوهام
فقد مرت بالعذاب والآلام
وتلقتْ مِنها الكثير من السهام
وانتقلت من الأرض إلى النجوم
فلترتاح من وهن الحياة والذموم
وسَكبتْ عليها بلا رحمة السموم
وجسدي صار عظاماً كالرميم
ولم تتلُ على روحي اسم الرحيم
أردتها أن تعيش معي في نعيم
فأبت وأوت بنفسها إلى الجحيم
***********
لأجلكِ حاربت ملوك الأنس والجان
وقاتلت الحديد والصلب من الشبان
وأردت إلباسكِ العقد والتيجان
وأعطيكِ حليًّ من الزبرجد والمرجان
وأجلسكِ على عرش الخان
وأزرع لكِ حقلاً من ورد وأرجوان
وأنثر خلف خطاكِ الورد والياسمين
عبرت البحار وركبت موج ذا هيجان
لأتفانى لكِ ويحمر إليكِ الخدان
أمات العرق بيننا وجفت الأجفان
فلمَ ترفضين كل الخير والعرفان؟
*********
جئتك ممتطيًا صهوة جوادي
وصقلت سيوف الهند بنابي
وقتلت في دربي جميع أعدائي
وطرحتهم على الأرض بين أقدامي
ونلت الشرف والمجد من أجدادي
وسطرت أمجادي في عروقي ودمائي
اليوم وبنفسي أبني شرفي وداري
وأزرع بين الناس قوتي وعتادي
سافرت وشرّقت وغرّبت براحلتي
واتبعت في ذاك الرحيل وجهاتي
وأنا اليوم وغداً ذو هيبة بين قومي
ولا بقومي شرفت بل شرفوا بي
***********
اليوم أضعك موضع الشرفاء
وأنقلك إلى مكان النبلاء
لنحلق معًا إلى نجوم السماء
أو كلانا نبحر معًا من الميناء
لننظر إلى العالم من جميع الأنحاء
لنكون معًا كعهد الأصدقاء
ونرسم معًا أجمل فسيفساء
أنا اليوم ذو نفس وكبرياء
وسأعيش غدًا حياة الأشداء
تمني أمنية وانفخي وسط الهندباء
لنجتمع كلانا ونكون أوفياء