يوم الثامن عشر من نوفمبر
بقلم : يعقوب بن حميد المقبالي
يوم الثامن عشر من نوفمبر المجيد من كل عام، هذا اليوم ينتشر عزه ورخاؤه، وتتبلور الأفكار والأقوال بكلمة صدق ووفاء لقائد شرفه الله تعالى بأن يأخذ بزمام قيادة هذا الوطن، ويقوده إلى الأعلى؛ ليصافح السماء بنيته الصادقة والمنبثقة من الإيمان بالله والسلام العادل، كذلك ترى الشعب دائمًا لحمته مع سلاطينه التي تتعاقب عبر القرون الماضية وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهم يحافظون على الأمن وسلامة وطنهم سلطنة عُمان مع قائدهم المفدى أعزه الله تعالى ويسر له من يساعده للحفاظ على أن تكون بلادنا عالية خفاقة بإرادة شبابها، الذين هم منذ الوهلة الأولى من عام السبعين خلف القائد الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد -رحمة الله عليه- وأسكنه فسيح جناته، ويوم الثامن عشر من نوفمبر هو تجديد للعهد والولاء من الشعب إلى القائد، ومن القائد إلى الشعب.
فالشعب العماني هو دائمًا يؤازر قيادته الرشيدة؛ حيث اختار لنفسه أن تكون حياته حياة أمن وسلام وعطاء، ومواصلة المسيرة، ولحمة واستقرار مع جميع الفئات، سواء كانت مع الأسرة المالكة الكريمة أو الحكومة الرشيدة؛ حيث يدرك أن الأوطان لن تستقر إلا إذا استقر المواطن وأخلص جهده واجتهاده، وأعطى جل اهتمامه خدمة لوطنه ليعيش من يعيش على أرض هذا الوطن حرًا أبيا، مرفوعة رايته في جميع ربوع بلادنا الغالية سلطنة عُمان.
إنّ يوم الثامن عشر ليس فقط تجمع أفراد ومعدات قوات جلالته المسلحة وأجهزته الأمنية والعسكرية على ميدان الشرف والبطولات- ميدان احتفالات البلاد التي تقام كل عام على أرض ربوع هذا الوطن- إنما يعني أكثر من ذلك؛ فحضور الجماهير الغفيرة من الأسرة المالكة الكريمة والحكومة الرشيدة من أصحاب المعالي والسعادة والأفاضل، وشيوخ البلاد وأعيانها، والسلك الدبلوماسي، وضيوف البلاد، وكافة شرائح المجتمع العُماني مع جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان سلطنة عُمان وهو يعتلي المنصة السلطانية التي باركها الله تعالى له؛ ليتابع وحكومته الرشيدة بما يقدمه أبطال جلالته من أفراد قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى؛ حيث تتناغم الولاءات والعهود التي تُترجم على أرض الواقع بين القائد والشعب.
فحضور جلالته -حفظه الله ورعاه- مع كوكبة الشرف من شعبه الأبي يعني أن هؤلاء وجميع من حضر يجددون العهد والولاء على أن يكونوا خلف جلالته قولاً وعملا، فهنا الإشارة من الشعب إلى جلالته المعظم تقول له: امضِ بنا ونحن خلف قيادتك سائرون، ومنفذون توجيهاتك السامية يا قائدنا المفدى خدمة لتراب هذا الوطن العريق الذي تحتضنه سلطنة عُمان من أقصاها إلى أقصاها، كما أن حضور جلالة السلطان هيثم بن طارق- أعزه الله وحفظه ورعاه- على منصة ميدان احتفالات البلاد يعني إشارة منه لشعبه إنا معكم لأجل سلطنة عُمان ولأجلكم أيها الشعب المثابر أينما كنتم على ربوع بلادنا الغالية سلطنة عُمان؛ لنجدد العهد والولاء لهذا الوطن المبارك؛ حيث وضعنا ثقتنا العظيمة فيكم، فلا يخالجنا أدنى شك أنكم مستمرون معنا لبناء هذا الوطن حسب قدراتنا التي يهبنا الله لنا لينعم ويحظى بها الجميع في ربوع هذا الوطن وكافة شعبنا الوفي.
هنا تلتحم الكلمة الصادقة من الشعب إلى القائد، ومن القائد إلى الشعب، وبهذا الصدق والتلاحم تُبنى الأوطان، وتشيد الأرض، ويعم الرخاء، ويسود الأمن والأمان والاستقرار في جميع الجوانب، سواء كان من لدن القائد أو شعبه، فيا لها من وقفة مهيبة وعظيمة يسجلها التاريخ ويتباها بها الأبناء من الأجيال القادمة! ليسيروا على السير الذي خطاه لهم القائد مع شعبه، وتتبارك تلك الأيادي التي تعلن لقائدها أيده الله: سِر ونحن خلف قيادتك الحكيمة.
فبوركت يا وطن الأمجاد بقائدك الملهم وهو يكرس جهوده وإرادته لأجلك ولأجل من عاش على ترابك الطاهر؛ لتعلو بين مصاف الدول المتقدمة، ولتنال الثقة من جميع دول العالم، ويزداد معزتك واحترامك وتقديرك بجهود أبنائك المخلصين قائداً وحكومة وشعبا.
نسأل الله تعالى أن تتكرر أفراح هذا الوطن تحت ظل سيدي جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- مع شعبه الماجد الوفي؛ ليتحقق لهذا الوطن المعطاء التقدم والازدهار.
ومن هنا أتقدم بآيات التهاني وعظيم التبريكات لسيدي جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – وإلى كافة الأسرة الحاكمة الكريمة، والحكومة الرشيدة، وإلى كافة المشايخ والأعيان، والشعب الوفي، وإلى من عاش معنا بهذا الوطن العزيز، سائلاً الله تعالى للجميع أن يعيد علينا هذه المناسبات الوطنية وقائدنا وأسرته الكريمة وجميع شعبه في كافة ربوع هذا الوطن بوافر الصحة والسعادة والهناء.
وكل عام وجلالته وأسرته الحاكمة وحكومته الرشيدة وشعبه ووطنه بخير.