سوء الفهم
بقلم : محمد الزعابي
تجريح مشاعر الناس من الأمور غير المرغوبة التي يقع فيها بعض البشر, وتعتبر من الإهانات القاسية التي تؤدي إلى تدمير أشخاص لا لهم أي ذنب فيها، قد تصل بهم إلى سوء الفهم.
فعند انعدام قدرة الإدراك والتفهم من الفرد أو الجماعة قد يؤدي في النهاية إلى حدوث سلوك سيئ في وقتٍ معين؛ الذي نتج عن فهم خاطئ لجميع الأطراف.
فسوء الفهم عرف منذ القدم، حتى أشراف العرب وقعوا في شباكه، من بينهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن الأمثلة؛ لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بسرعة الخروج إلى بني قريظة قبل أن يتحصنوا بحصونهم قال لهم: (ألا لا يصلينَ أحد العصر إلا في بني قريظة) فأدرك بعضم العصر في الطريق فقال بعضهم: بل نصلي لم يرد منا ذلك.
فذُكر ذلك لنبي صلى الله عليه وسلم فلم يُعنف واحداً منهم). رواه البخاري
ومن أسباب سوء الفهم الاستعجال في زمن ردة الفعل، فقد يصل بالطرفين إلى العراك أو التلفظ بالكلمات النابية، ويرجع كل هذا بسبب إختلاف الثقافات بين البشر، وغالبًا ما يكون سببهُ عدم التنازل من الطرفين, فيحتاج المرء حين يقع في شباك سوء الظن أن ينصت للمتفوه ويرتقي بحسن الردود ويتحلى بمكارم الأخلاق, وإن رأيت الطرف الآخر مصمم على متابعة الخطأ في الألفاظ القاسية؛ فعليك حينئذٍ أن تطبق قول الإمام الشافعي:
يخاطبني السفيه بكل قبحٍ
وأكره أن أكون لهُ مجيبا
يزيدُ سفاهةً فأزيد حلمًا
كعودٍ زادهُ الإحراق طيبا
فقرار الانسحاب هو خير الحلول، ولنا في القرآن أروع مثل حين ذكر الله في سورة الفرقان آية (63): ﴿ وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا ﴾.
فالجاهل لا يُعاتب ولا يُرد عليه مهما ساء فهمهُ؛ فعلينا أن لا نعطي مثل هذه الأشياء أكثر من حجمها لكي لا تؤثر على نفسيتنا ومشاعرنا.