مقال : مقبل الرويس عرّاب المطابع السعودية
محمد الفوز – كاتب و إعلامي
mohmm20@hotmail.com
الذي يعمل في مجالات الطباعة و وكالات الدعاية و الإعلان و لم يتعرّف بعد على عرّاب المطابع السعودية مقبل الرويس قد فاته الكثير من الخبرة و المعرفة و الدعم اللوجستي و العشق الرّباني الذي يُضيء في ملامح أستاذنا مقبل .
حديثه عن المطابع حديثٌ كله عشق ، و حين يتحدث عن تفانيه طوال أربعة عقود من الزمن كأنك أمام مخيلة سلفادور دالي و هو يرسم لوحة سوريالية تشطح بخيالاتك أمامها و تفسر الكون بطريقتك و الحياة بشكل رمزي … كذلك المستشار مقبل الرويس يجعلك في متاهة حقيقة من فرط المعلومات الضخمة التي يمتلكها عن المطابع و مقدار الحنين أو النوستالوجيا بتعبير آخر حيثُ قضى زمناً طويلا في أروقة المطابع السعودية من جريدة اليوم إلى مطابع جامعة الملك فيصل ثم جامعة الدمام ناهيك عن عدد لا يستهان به من الشركات و المؤسسات التي قدّم لها من فيض خبراته و لا داعي للذكريات بلا حنين ، فالحنين هو صدقك العذب الذي ينهل منه الآخرون ماء المودة !
علاقتي المتأخرة بالمستشار مقبل الرويس أعادتني لنقطة الصفر إذ أن عشقي المبكّر للخط العربي و فنون التصميم و الطباعة لا يضاهي شغفه الأسطوري بالورق حتى حديثه العفوي كأنه يتصفح كتابا في منتهى البياض و كل سطر ينساب أمام عينيه كأنه سيمفونية ؛ هل رأيتم رجلا حالما كهذا ؟ ذكرني بما قاله ديكارت : ” افعلْ ما يسعدك، فالأيام لا تعود ” .
من يجلس معه يسمع أصداء التروس و مكائن الطباعة تخفق في نبضاته ، و هو يتداعى … يتكلم بعينيه أحياناً ، و غالباً ما يمنحك طاقة إيجابية كما يراها تولستوي”ستجد أن الحياة لا تزال جديرة بالاهتمام، إذا كنت تبتسم” فهو متفائل دائماً و أبداً لدرجة تشعرُ أنك أمام طفل مشاكس حيثُ لا تدرك مدى إنسانيته إلا عندما تخرج معه في جلسات خاصة بعيداً عن أطر العمل و ضغوطات الحياة وستجده صديقاً و أباً و مستشارا و الأهم يحمل روح الأبوة التي تحتضنك بدفء إلهي لا يستطيع مقاومته إلى أن يطول الوقت معه و يأخذ الحديث شكل النهر في جريانه و امتداده و عفويته …. وحتماً ستُدمن عليه !
مقبل الرويس عرّاب المطابع السعودية بامتياز ، يمتلك مهارة عجيبة في إدارة المطابع و قدرة في إقناع شركات الطباعة حيث يخدمه الكل كما يخدم الكل ، الأبواب تنفتح أمامه كأنها مسخّرة له حتى المسؤولين يرون فيه قامة كبيرة و لن أستغرب أن يصل إلى مراتب عليا في صناعة القرار لما يتمتع به من شخصية فذة و روح عبقرية تحتوي الجميع ، فهو آلة طابعة تمشي على قدمين (أشبهه من فرط عشقه للطباعة بلا شك) لأنه استطاع أن يؤنسن الطباعة و يجعل من الآلات صديقة للبشر ، و كل ذكرياته المتأصلة في مضمار الطباعة تشهد أنه سبّاق بالتطوير و متمرد على الواقع المزري و الأليم الذي تعيشه المطابع التقليدية !
مقبل الرويس ضابط إيقاع ملهم لكل معزوفة ورقية ، صدقوني : من يتجول معه في المطابع التي أداره سيجد أن المطابع تتراقص أمامه ، و أي عمل جميل و ملهم عندما يكون مثل الحفلة لن تفكر أبداً في مغادرة المكان … جربوا الجلوس مع مقبل الرويش أو مرافقته و لن تندموا .