مقال : عدسة التركيز في زمن الشتات والفوضى
راشد بن حميد الجهوري
تواجه الفرد في هذه الحياة مشكلات متعددة ، منها كثرة الملهيات والصوارف ، فتراه يقوم بأنصاف الأعمال لا بكواملها ، وتشغله أهداف جديدة عن أهدافه غير المنجزة ، ويحاول مراراً وتكراراً أن يبحث عن مرفأ الاستقرار والنجاح ، ولكن أمواج التخبط تعيده إلی جزر الشتات مرة بعد مرة.
إن اقتناء عدسة التركيز لا يحتاج إلى مال ، بل يحتاج إلی جهد وتدريب ، فهي عادة لها أثر بالغ في حياة الناجحين ، حيث تبدأ معهم من التخصص فيركزون علی تخصص يناسب قدراتهم وميولهم ، ثم يركزون علی أهداف تخدم تخصصهم ، فتصبح أعمالهم في أغلبها مركزة علی مشاريعهم التخصصية ، وتكون أوقاتهم منظمة لا تهدر بسبب سفاسف الأمور، ومن هنا تظهر مهارة أخرى تقترن بمهارة التركيز، ألا وهي إدارة الأولويات.
لقد أعجبتني مقولة الدكتور مشعل الفلاحي ، حيث يقول بهذا الخصوص: (تعلم إذا بدأت في فكرة أو مشروع أو مهارة أو عادة ألا تترك طريقها أو تفارق حدثها حتی توردها النهايات)، إنه يشير إلی مهارة الانضباط ،والتي تعني المسؤولية والاستمرار والصبر ومواصلة الجهد ، وكلها تخدم التركيز وتحقق إنجازات رائعة ، وما أحوج الأمة إليها.
وبعد: إذا أردنا أن نتجاوز مرحلة الشتات المضيعة للجهود والأوقات فعلينا أن نحذف كل مشتت في طريق النجاح ، وأن نركز علی العمل الذي نقوم به ، وأن نملك الشجاعة في الاعتذار عن الأعمال غير الضرورية حتی وإن كانت مفيدة.
وأخيرا: لو ركز كل واحد منا في عمله وتخصصه ، وأتقنه حق الاتقان لرأينا ما يبهج النفس ويسعدها ، ولا يتحقق ذلك إلا برؤية واضحة تبنی عليها الأهداف ويصاحبها عزم وعمل .