تتواصل حاليا استعدادت سلطنة عمان لإستضافة أعمال المؤتمر الوزاري العالمي الثالث رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات الذي يقام في مسقط يومي 24 و25 نوفمبر الجاري
مسقط – النبأ
المؤتمر تنظمه حكومة سلطنة عمان ممثلة بوزارة الصحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتعاون مع المجموعة الرباعية المشكلة من الأمم المتحدة لمتابعة مقاومة المضادات الحيوية (منظمة الصحة العالمية، المنظمة العالمية لصحة الحيوان، برنامج الأمم المتحدة لصحة البيئة ، منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة) ومجلس الصحة لدول مجلس التعاون.
يعد المؤتمر فرصة لتحفيز الحوار التفاعلي حول أهمية نهج “الصحة الواحدة” للتصدي لوباء مقاومة مضادات الميكروبات ، ومن هنا جاء شعار المؤتمر ليكون’’جائحة مقاومة مضادات الميكروبات: من السياسة إلى إجراءات الصحة الواحدة”، وهو يصبو إلى تسريع وتيرة التعامل مع مقاومة مضادات الميكروبات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية وتعزيز التعاون الدولي.
يتوقع أن يشارك في المؤتمر ممثلون من (50) دولة من دول العالم المختلفة يمثلون صحة الإنسان والصحة الحيوانية والبيئة . كما سيشارك مديرو عموم ورؤساء : منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، وبرنامج الأمم المتحدة لصحة البيئة , ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة . كما تم دعوة نخبة من الخبراء العالميين في المجال من الجانب الصحي والحيواني والبيئة والاقتصاد والزراعة .
المؤتمر يسعى الى تحقيق العديد من الاهداف منها : تعزيز أهمية الالتزام السياسي بنهج “الصحة الواحدة” في التصدي لوباء مقاومة مضادات الميكروبات ، تسليط الضوء على دور البيئة في انتشار مقاومة مضادات الميكروبات وأهمية المراقبة والرصد لكل من مقاومة مضادات الميكروبات واستخدام مضادات الميكروبات في المجالات الثلاثة (الإنسان والحيوان والبيئة) ، تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في تنفيذ نهج “الحكومة الواحدة” والصحة الواحدة للتخفيف من خطر مقاومة مضادات الميكروبات ، إيجاد فرص للتعاون والشراكة بين البلدان والمنظمات الدولية لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات في سياق أهداف التنمية المستدامة .
يأتي تنظيم هذا المؤتمر متابعة لنجاح المؤتمرين الوزاريين السابقين ، اللذين عقدا في مملكة نيذرلانذزعامي 2014 و 2019 ، وسيشهد المؤتمر الحالي مشاركة وزراء الصحة والزراعة وصحة الحيوان والبيئة ومنظمات الاتحاد الرباعي الذي يضم : منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، بالإضافة إلى صانعي السياسات، وكذلك نخبة من خبراء عالميين وممثلين من القطاع الخاص والمجتمع المدني ومؤسسات البحث العلمي والمنظمات العالمية ذات الصلة.
وتعد إقامة المؤتمر في سلطنة عمان نقلة للمؤتمر ليشمل أقاليم أخرى خارج القارة الأوروبية ونشر للتجربة والاستفادة من الإجراءات التي اتخذت في تلك الدول وساعدت كثيرا على التخفيف من انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات وآثارها السلبية على الصحة والاقتصاد .
برنامج المؤتمر يتضمن عددا من أوراق العمل ، ومناقشات تفاعلية بين المشاركين مع طرح أمثلة واقعية لأفضل الممارسات من مختلف دول العالم.
يذكر بأن مقاومة مضادات الميكروبات قضية صحية مستمرة تشكل تحديا لعلاج العدوى في البشر والحيوان ، كما أنها تهدد المكاسب والإنجازات في مجالات الصحة العالمية والأمن الغذائي والنمو الاقتصادي والتنمية.
وأوضحت دراسة علمية حديثة أن مقاومة المضادات تسببت فيما يقدر ب 1.2 مليون وفاة خلال عام 2019. وفي حال لم يتم اتخاذ أي إجراء بحلول عام 2050، يمكن أن تؤدي مقاومة مضادات الميكروبات إلى وفاة ما يصل إلى 10 ملايين شخص سنويًا، وإلى انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي السنوي بنسبة 3.8٪، ودفع ما يصل إلى 28 مليون شخص إلى الفقر بحلول عام 2050.
وتتوقع مجموعة البنك الدولي أنه بحلول عام 2050، ينخفض الإنتاج الحيواني العالمي من 2.6٪ على الأقل إلى 7.5٪ سنويًا نتيجة مقاومة مضادات الميكروبات. كما صنف المنتدى الاقتصادي العالمي مقاومة مضادات الميكروبات كخطر عالمي يتجاوز قدرة أي منظمة أو دولة على إدارته أو التخفيف منه بمفردها.
وقد تم إحراز بعض التقدم العالمي في معالجة مقاومة مضادات الميكروبات، حيث اعتمدت جمعية الصحة العالمية خطة العمل العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في عام 2015، ثم أقرتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE) في اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى لعام 2016 بشأن مقاومة مضادات الميكروبات.
وقد التزم قادة العالم بمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات ودعوا اللجنة الثلاثية (منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الصحة العالمية) إلى زيادة الدعم من خلال نهج “الصحة الواحدة”. وطورت معظم البلدان خطط عمل وطنية لمقاومة مضادات الميكروبات؛ ومع ذلك تظل هناك تحديات كبيرة في تمويل وتنفيذ وتوسيع نطاق واستدامة كافة التدخلات الأساسية والفعالة لهذه الخطط.
دعا الأمين العام للأمم المتحدة فى عام 2019 الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم والاستثمار اللازمين بشكل عاجل لتوسيع نطاق برامج التعامل مع مقاومة مضادات الميكروبات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، كما أوصى أيضاً بإدراج مقاومة مضادات الميكروبات في إطار التعاون الإنمائي المستدام للأمم المتحدة. وقد تأسست مجموعة القادة العالمية المعنية بمقاومة مضادات الميكروبات في عام 2020 استجابةً للدعوة العاجلة للحوكمة والقيادة العالميين.
ويعد إنشاء مؤشرين من مؤشرات أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات علامة فارقة في إدراك أهمية مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات كجزء من أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين الوطني والعالمي وتحفيز إجراءات الصحة الواحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات.
من جهة أخرى أكدت جائحة كوفيد- 19 على الروابط القوية بين الإنسان والحيوان والبيئة وأهمية الاستثمار المبكر في الوقاية والتأهب والاستجابة للمخاطر. ويحتاج العالم إلى ضمان ترجمة الزخم السياسي الذي أحدثته الجائحة إلى عمل منسق ملموس على المستويين الوطني والعالمي لتسريع وتنسيق إجراءات الصحة الواحدة لمواجهة جائحة مقاومة مضادات الميكروبات والتنفيذ الفعّال لأهداف التنمية المستدامة.