سلطنة عُمان تحتفل بعيدها الثاني والخمسون المجيد للنهضة .. فرحة وطن.
حمود الحارثي.
بسم الله خير بدايات الكلام.. وخير النهايات استهلالًا للمقال.
(رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)، «سورة النمل: الآية 19»، ثم التضرع لله العلي القدير أن يحفظ سلطنة عُمان، وقائدها، وأبناءها الكرام الأوفياء.(اللهم اجعل هذا بلدًا آمنا مطمئنا وأرزق أهله من الثمرات أينعه، ما تقر به العين وتسكن له الروح، وأصبغ على قائدها المفدى وباني نهضتها المتجددة نعمك ظاهرة وباطنة، وأكلأ أبناءها بعين رعايتك، وأدم نعماء الفرح على تبر أرضها أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، واجعل رداءها المجد والتقدم والإزدهار في عهدها السعيد) اللهم آمين.
يعيش الوطن هذه الأيام صباحات ومساءات نوفمبرية تتألق فيها فضاءات القلوب بتهاليل الفرح، وتخضر فيه دروبها وتغدو اللحظات زغاريد النشيد.
أيام نوفمبرية نحيا معها سلام عابق بالود، ينثر ضياءه ليعانق الثامن عشر من نوفمبر المجيد، رحمة فبركة تغشى سكينتها أيامه ولياليه المفعمة بسمو المناسبة، ونبل مكاسبها.
لا شك بأن الأعياد الوطنية لها من الرمزية القومية المقام الرفيع في قلوب أبناء الوطن، فيه تتجدد الهمم وتستشعر الأمانة والمسؤلية السامية؛ صونًا لمنجزاته وذودًا عن حياضه، وترفع الرايات له شامخة مجددة قسم الولاء والعرفان (لله، والوطن، والسلطان).
وكما اكتست القلوب بالفرح تزينت الشوارع بالأنوار والأعلام، وهكذا سيتوشح في الثامن عشر من نوفمبر المجيد ميدان الشرف بصوت قائد طابور الإستعراض العسكري في محافظة ظفار هذا العام، وظفار مرتدية أفخر حلل العز والفخر والإبتسام، بكل شموخ وعزة سيصدح ذلك الصوت بهيبته العسكرية (مولاي صاحب الجلالة .. طابور قواتكم المسلحة جاهز لبدء الإستعراض.. فهل تأذنون مولاي).. نعم نأذن على بركة الله.
عام مضى من العمل الجاد استحق معه الوطن العزيز قيادة وشعبًا هذا الفرح، بفضل من الله وتوفيقه أولًا، وحكمة ورؤية حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى – حفظه الله ورعاه – فسارت تحت ظل قيادته الحكيمة إلى نهضتها المتجددة، بالغة عهدها السعيد بخطى ثابتة محققة من المنجزات التنموية، والإنجازات الوطنية والاقليمية والعالمية الكثير الكثير ما يشار إليه بالبنان، وينعم اليوم بأمنها ورخاءها أبناء الوطن من أقصاه إلى أقصاه.
وللشعر والشعراء في هذا المقام مقال وبوح، وسبق وترجمان للمشاعر:
وهذا اليوم شرفه احتفال
ونادى الفرحة الكبرى تعال
وينثر كالجواهر فيه نثرا
وصاغ الشعر في هذا المجال
وصار الكون مبتهجًا طروبا
وبان سروره في الاحتفال
ونمضي في سبيل الخير فعلا
نقول وإنه صدق المقال
لأجلك يا (عمان المجد) إنا
سنبذل كل مجهود وغال
هكذا تنتشي لحظات الفرح وتزدان ساعاته، وهكذا للوطن العزيز في قلوبنا معنى الأريج إذا ما انتشى جذلان بين عرائش الياسمين، فله معنى الماء إذا كان دفقه بين سواقي النخيل والشرايين حبًا وعطاء.
وهكذا سيبقى الثامن عشر من نوفمبر المجيد في قلوبنا ذاكرته حاضرة، نستقبله في كل عام بالعزائم الوقادة.. والهمم العالية.. والطموح اللامحدود.
نجدد فيه للوطن والسلطان ميثاق الوفاء والولاء والشكر والعرفان.
وما بين الإستهلال والختام؛ كل عام وسلطنة عمان قيادة وشعبًا في نهضة متجددة وعهد سعيد.