نقرأ لنرتقي
رحـــمة بنت ناصر بن سعود الشرجية
عضوة في لجنة متابعة وتنفيذ اتفاقية حقوق الطفل
عضوة في الفريق الاستراتيجي التواصل من أجل تغيير السلوك باليونسيف
هيا نقرأ لنرتقي ما هو مفيد في ظل العالم الرقمي الحالي، فقد كانت أول كلمة من الرسالة المباركة من القرآن الكريم نزلت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هي كلمة اقرأ، قال الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} سورة العلق. فهي أول آية نزلت من آيات القرآن الكريم وفيها أمر وتكليف على القراءة.
إذن القراءة هي رسالة العلم والتعلم إلى أمة ينبغي أن تتصف بشغف القراءة الحقيقية، وما تتحمله هذه القراءة من علم طلباً وأداءاً. وهذا العلم مرتبط بالله أولاً وأخراً، فالقراءة المفيدة هي الأساس في المعرفة والإبداع وصنع الابتكارات، فهي تفتح أفق المرء على معلومات وثقافات متعددة في شتى المجالات، وتزيد من فاعليته ونشاطه في الحياة، علماً أن هناك علاقة طردية وارتباطاً وثيقاً بين القراءة ومؤشر التنمية البشرية، فكلما زاد تأثير أو فعل القراءة ارتفع مؤشر التنمية؛ لأن القراءة تزيد من فاعلية الفرد.
القراءة ليست تنمية فحسب وإنما نشاط إيجابي وإنجاز كما يقول: “موربتمرأدلر في كتاب (كيف تقرأ كتابا)؛ أنها تمكن القارئ من التعرف على حاجاته وأهدافه، ومكانه ومكوناته (الفرص والتحديات)، وعلى الوقت (أهمية الزمن وطبيعته وحركته). إن القراءة لا تقبل الثبات والفوضى، فهي ترجح دائمًا كفة الحركة والتغيير على كفة السكون والثبات؛ لأنها تحفز الفكر وتغذية، وتدفع للعمل وبالتالي تزيد من فاعلية الفرد.”
نصحية لي قبل الغير: أن نخصص وقتاً لقراءة وفهم الكتب المفيدة بعيداً عن ضجيج مواقع التواصل الاجتماعي، على الأقل ساعة يوميًا لما له الأثر الإيجابي العظيم في الدنيا والآخرة؛ فأثره طويل الأمد.
وأقترح على وزارة الثقافة والرياضة والشباب بتخصيص أسبوع للقراءة سنوياً في مختلف محافظات سلطنة عُمان كبرنامج وطني أو مبادرة وطنية بشعار ” نقرأ لنرتقي” لنشر الفكر الإيجابي، وترسيخ أهمية القراءة، والمحافظة على الهوية العُمانية الأصيلة والقيم الأخلاقية والاجتماعية، والتعرف على هوية الأمة وقيمها وإرثها الحضاري والإسلامي على أساس من الإيمان الراسخ بالله عز وجل؛ مما يؤدي ذلك إلى غرس فكر القراءة المستدامة على جميع شرائح المجتمع.
فلا بد أن نسعى لإيجاد برامج متجددة، وفكر خارج الصندوق، وطرق مرنة ونشرها في مجتمعنا بما يترجم هذه الغايات النبيلة إلى واقع ملموس لما يتماشى مع رؤية عُمان 2040.
دمتم برحمة من رب العالمين