إنهم يسرقون الشمس والقناديل والقلوب
شريفة بنت راشد القطيطية
إنهم يتقاسمون قلبي ويرحلون إلى أعماق رثة وهواء عكر، إنهم ينحدرون لسلالة من طين نجس وتربة محنطة، ينتمون أحيانا لإبليس ويقربون للفرعون!، يتقاسمون القسوة ويتعالون على أسيادهم، ويحتسون القهوة المرة على رثاة القلوب.
الأئمة البررة يعلقون القناديل على أفواه الطرقات، في ليال مظلمة قبل بدأ المحاق، لتشرق شمس الليل في قلوب الفقراء، وأنتم تسرقون الشمس والقناديل والقلوب، وترحلون على ضفاف أنهار يملؤها الطمي وتغرقون، ولا أمل لكم بالنجاة، أتظنون أن القلوب المسلوبة ليس لها أرواح تعود عليكم وتذوقون ذرعا من أنفسكم ولا تسعدون، اتظنون ان لا نهاية لقسوتكم وأشلاءكم الممزقة بدعوة حسرة ولسعة دمعة وقهر قلب، وأن دعوة المظلوم ترفع لأعدل محكمة وقتها لا تظلمون، سيمر العمر وتسلبون مرارا وتكرارا .
القائمون على صياغة وتخطيط سرقات القلوب، أفكرتم يوما ما سيأتي من يتقمص شخصية زائفة ويضرب بقلوبكم عرض الحائط، سيأتي وكله غل ان يجعلك تتعلق به لحد الثمالة، ويرفعك سماءا ويريك أسراب الطيور وتحلق معها بإرادتك، ثم يعلقك بقمم جبال لتجثو على قدميك خوفا من الفقد وقلة الحيلة، ويتعمد ويطهرك من ذلك الخوف ويسكنك قصرا من السكر وعطاءا أكثر، ثم ماذا ؟، يقتلع جذورك من العمق ويمزق قلبك بكل شغف، ويتركك جافا ومعرضا للموت في أقرب فرصة، ما قد ينقذك هو صلابة قلبك ولكنه سيعيش ممزقا ومنعزلا، لا يقوى على عشق نملة أو غيمة، فقط سينبض ليجعلك تعيش وترى الشمس من جديد .
حين يقررون العبث بالقلوب يأخذون حفنة في ايديهم من تربة القلب ويكشفون عليها هل تربة هشة أم متماسكة لحسابهم كم المدة التي سيأخذها ذلك القلب في عبثهم، ولا تدق لهم نواقيس خطر ولا يهمس لهم ضمير رحمة، يملؤون جيوبهم بمشاعر عطشى من مآذن الفقراء ويتمردون على وقت أذان، ويتعطل لديهم الوقت وتكون كل مساراتهم متشابهة ولا يميزون بين صادق وكاذب ويتركون الدمع طريق ندم لتلك القلوب، الصامد منهم من يقف ويمنع دمعه أن ينهمر لأن من خانه لا يستحق تلك الجواهر التي تبعثها الروح وتصيغها العين بكل ألق .
يملكون فرحا زائفا من حزن القلوب ويرحلون، وألف لعنة تتبعهم وتقتص منهم وهم لا يدركون كيف سيواصلون الغدر وأي مصير ينتظرون . الحبور الذي يعلو سماءكم سيمطر حنضلا مريرا ولن تتخلصوا منه، والبكاء الذي زرعتموه كل ليلة سيثمر مناطق وحقول ألغام وما قد زرعته اليوم حتما ستجنيه غدا، من أبكى قلبا ذات يوم أبكاه الله حسرة كل يوم، وأخذ عينات من القلوب سيدمر مقتنياتكم بكل ثقة والعبث بجمال العين سيبعد الوهج عن أبصاركم وعافيتكم، احذروا دعوة مظلوم لا تخيب .