تعبتُ أن أقفَ بدونك
هيثم بن حمد الجهوري
هناك دوماً ركنٌ فارغ في حياتك شوقٌ مجحف لغائبٍ صوته يُعادل الدنيا في عينيك عناقٌ يختصر معنى الوجود..
في غيابك تشابهت الطرق وطال المسير نُقلب الأبصار في العناوين لنجد أنها لا تهدي السبيل الوان جدرانها ترسم معنى الحِداد وتُنكس الأفراح في قلبي..
أُغمضُ العينان وأمسك الأنفاس مُحاولا أخذ تنهيدة وكأني بها كمن يحاول أن يُخمد نارً أصابت مدينة بكوب ماء!!
نعاود التكرار والسعير يزداد واللهيب يصل السماء أجمع بها بقايا جسدٌ ممزق ثم أتهاوى ل عاصفة الآهات وصواعق الأوجاع لتتفجر براكين الدمع التي تُذيب الفؤاد..
من لي بحذف تفاصيل حُسن مبسمك الذي سلب مني حُرية التفكير ليُرديني في منفى إنكساراتي أَحتضنُ دفئ الذكريات وأتوسد أفكاري التي هي أثقل من أن تحتويها جدرانُ رأسي فما يلبث أن يتهاوى أمام ضجيجها فتتبعرث الكلمات وتنفذ المفردات في صحراء الضياع كلما أشتد ظمأ القلوب نحاول عبثا أن نرتوي من كأس الذكريات لعل تلك الذكريات المغروسة في ثنايا الفؤاد تُزهر..
لم أكن أعلم أن تلك اليد الحانية التي ترتب على كتفي أنها كانت تحمل عني أثقال الجبال
لو تعلم كم تعثرنا في غيابك تارةً في لُجة الأشواق وآخرى في عتمة الذكريات التي نقتاتُ على بقاياها التي أيقنتُ أن الحياة هي الذكريات رغم تنوع تضاريسها بين حُبٍ ولقاء وبين وجعٍ وفُراق نتواجد بينهما ليستمر بنا قطار الأنفاس حتى نصل إلى المحطةُ ذاتها.
ألم أُخبرك أن رؤية الغائبين في الأحلام أشد أنواع اللقاء وجعاً
ألم أُخبرك أن كل الأشياء تشتكي الوحدة والضجر والغربة بعد رحيلك
ألم أُخبرك أن رحيلك لم ينقص من حجم تلك المحبة الخالدة لك في روحي
ألم أُخبرك أن رحيلك لم يُنقص من حالي سوى زيادة في ذلك الحب
ألم أُخبرك أن رحيلك هو جنون الإشتياق
رحمَ اللهُ أبي..
ورحم اللهُ كل من ذرف دمعُ القلب قبل دمعُ العين لفراقهم