دار الرعاية وجمعية إحسان بجنوب الباطنة؛ وفيتم حق المسنين
خليفة بن سليمان المياحي
يحتفل العالم في الأول من أكتوبر من كل عام بيوم المسنين، وفي وطني الغالي – سلطنة عُمان – تعم الاحتفالات محافظات السلطنة من قبل جهات أهلية وحكومية وخاصة؛ فجمعية إحسان عبر فروعها في المحافظات تحتفل، ودوائر التنمية الاجتماعية، ولجان التنمية الاجتماعية بالولايات تحتفل، والفرق التطوعية نحتفل، ودار الرعاية الاجتماعية بالرستاق تحتفل.
وهنا أقول: إن الجميع قام بدوره على أكمل وجه، وعسى الله أن يجزي المحسنين خيرًا ويعوضهم أجرا، فلم ينسوا حق المسنين من أبناء هذا الوطن العزيز، وإنني أخص بالذكر هنا دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، وفرع جمعية إحسان بمحافظة جنوب الباطنة؛ لأنني عايشت الجهود التي بذلت، والبرامج العملية التي نفذت، والمناشط المختلفة التي أنجزت، ففرع جمعية إحسان بمحافظة جنوب الباطنة برئاسة الأخ/ يوسف اللمكي وطاقم إدارته نظم مشكورًا مهرجان للمسنين أقيم بالحديقة العامة بالرستاق لمدة يومين على التوالي، شارك فيه عددٌ من كبار السن بايجابية وأريحية، وأقيمت فيه فعاليات ترفيهية؛ مما أدخل البهجة والفرحة والسرور لهذه الفئة التي يجب أن تجد منا كل التقدير والاحترام، فقد كانوا في شبابهم بناة للوطن وحماة لحياضه، وكان جلهم لهم آثر كبير إما في العمل بالجيش أو الشرطة أو في مؤسسات خدمية أخرى، وقد بذلوا ما في وسعهم بهدف المشاركة في بناء الوطن وخدمته.
لقد نال المهرجان إشادة كبيرة من أبناء المجتمع وكل من زاره واطلع عن قرب للفعاليات فيه، ثم تأتي دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق وتقيم هي الأخرى -مشكورة- حفلًا بهذه المناسبة تحت رعايه الدكتور/ عبدالرحمن بن سليمان الشحي مدير عام التنمية الاجتماعية بشمال وجنوب الباطنة، وكان ما يميز الحفل أنّ جملة من نزلاء الدار وهم من كبار السن شاركوا في تقديم برنامج الحفل، فمنهم من افتتحه بآي من الذكر الحكيم، وآخر قدم كلمة شكر وعرفان رفعها للمقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، وثالث قام باستعراض قصة حياته منذ نعومة أظافره وحتى دخوله الدار ووصف بإسهاب ما وجده فيها من العناية الفائقة والرعاية البالغة والاهتمام الكبير، كما شاركت بعض النزيلات من النساء، فمنهن من قدمت القصائد الشعرية والأناشيد الوطنية وغيرها؛ فكانت -بحق- مبادرة طيبة ترجمت الكثير من المعاني الإنسانية وتجلت بوضوح، فأظهرت النفحات العطرة لروح الإنسانية من قبل هذه الفئة وهي تعيش لحظات جميلة؛ حيث ظهر الفرح والسعادة على وجوههم، فكانوا سعداء ليس فقط بالاحتفال وإنما لإدراكهم أن الحكومة الرشيدة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – ترعاهم رعايه تامة، وتحرص على أن يعيشوا في بحبوبة من العيش الكريم ورغد من الحياة السعيدة، ولأنهم أيضًا أحسوا بالترابط الوثيق الذي يجمعهم بالمسؤولين والموظفين والعاملين بالدار، فهم يقضون كل أوقاتهم فيها وكأنهم بين أهلهم وذويهم، فرغم ظروف الحياة التي تسببت أن يكونوا خارج نطاق أسرهم فإن الله سبحانه وتعالى عوضهم خيرا، فالمكان آمن، والحياة فيها طيبة، والرعاية داخلها على أكمل وجه، وكأنهم يعيشون مع أبنائهم الذين هم من أصلابهم، فقد قيّض الله لهم من يخدمهم، ويقدم لهم كل أنواع التسهيلات التي تعينهم على استمرارية حياتهم.
فتحية خالصة زاكية طيبة أزفها من أعماق قلبي إلى كل من يقدم العون والمساعدة لكبار السن، وتحية لكل من يوقرهم ويحترمهم ويعمل على تسهيل كل صعب لهم، وتحية خاصة وعميقة جدا إلى كل فرد يعمل في دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق من الموظفين والموظفات والعاملين والعاملات، وإلى الإخوة في مجلس إدارة فرع جمعية إحسان بمحافظة جنوب الباطنة رئيسًا وأعضاء، وأسأل الله تعالى أن يكون عملهم في ميزان حسناتهم، وأن يلهمهم الصبر في بذل مزيد من الجهد والعمل، والله ولي التوفيق.