2024
Adsense
مقالات صحفية

قلّة الشغل عبءٌ وظيفيّ

حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة

يعتبر مكان العمل بيئة خصبة لانتشار الإشاعات، وإشعال الفتن ونقل الكلام، فلنتحدث بصراحة أن بعض الموظفين أصبحوا عبئاً ثقيلاً على زملائهم المنتجين، (وقليلي الشغل) ليس لديهم سوى (الحشّ) في الغير، فيؤثّرون بذلك على غيرهم؛ حيث تصبح الأجواء مشحونة ويؤثر ذلك على إنتاجية باقي الزملاء، فما الحل؟

هناك طرق عديدة للتعامل مع مثل هذه النماذج، فمنهم من يتقمّص دور المصلح، تسود على وجهه البراءة ويظهر خوفه على الغير، ويحاول أن يتدخل لحلّ المشكلات، ولكن: هل فعلاً يقوم بذلك الدور الذي يتقمصه؟

طبعاً لا، فهو أساس الفتنة، وهو من أشعل فتيلها، ويؤدي ذلك إلى (زيادة الطين بلّة). كثيرون منهم، وللأسف، من يصدقهم يكون شريكاً لهم في عمل السوء.

عليك عزيزي الموظف أن تعي تماماً أن من يقوم بذلك يجب أن لا تعيره أيّ اهتمام، وأن لا تستمع له، وأن لا تردّ عليه، فأيّ ردّ يأتي منك ستكون عواقبه وخيمة، ومن أجل درء الفتنة عليك أن لا تتبع آراءهم، فهم يدسّون السمّ في العسل.

يضحكون لك ويضحكون عليك، الحقد والحسد يملأ قلوبهم، يسعدهم حين تتغير للأسوأ، ويموتون قهراً إن عاكستَ رغباتهم، فانتبه، وإياك أن تنقاد خلفهم، فهم سمّ قاتل.

لا يكتفون بذلك بل يخلقون المشكلات ويفتعلونها وينشرون الأقاويل، فلا تصدقهم، وحاول أن تعالج نفسك بالتجاهل، فإن لم ينفع ذلك معهم فعليك بالمواجهة، لكي ينكشف أمرهم ويظهرون على حقيقتهم.

من مِنّا لم يتعرّض لمثل هذه المواقف؟
نعم تعرضنا جميعاً، ولكن عندما نحكّم عقولنا، ندرك أننا في الطريق السليم، فنجاحاتنا ترهقهم كثيراً، وتقدّمنا يؤخّرهم ويجعلهم إلى أسفل السلّم.

لماذا يتعاملون بهذه الطريقة؟
لأنهم فشلوا في إثبات أحقّيتهم ولم يتمكنوا من تحقيق نجاحاتهم، فهم لا يعتمدون على أنفسهم، بل اعتادوا الصعود على الأكتاف، ولو كلّف الأمر الإساءة إلى الآخرين.

سيقذفون الشريف ويلوّثون الطاهر العفيف، يحببون بأنفسهم ويدعمون الآخرين بالقول وليس بالفعل، يتملقون كثيراً من أجل الظهور والبروز إلى الواجهة، يتحدثون كثيراً بالنميمة ودسّ الدسائس، ولا نحتاج كثيراً لمعرفة ما يُسرّون في أنفسهم.

إن تمعّنتَ في ملامحهم وإلى نظراتهم ستجدها زائغة ليست ثابتة، لا يستطيعون الجلوس في موقع واحد، بل يتنقلون بين المكاتب، يسمعون منك وينقلون لغيرك مع خلطات وبهارات زائفة.

حاول أن لا تطيل معهم في الحوار، بل سيّرهم على ما تريد، فلا تجعلهم يسوقونك نحو الخطأ، إن دخلوا باباً أغلق عليهم الأبواب كي لا يخرجون محمّلين بغنائمهم، ملطّخين يديك بدماء الأبرياء.

لا تترك لهم مجالاً ليخوضوا في أعراض الغير، قاطعهم وأشغلهم بصلاحك وحسن أخلاقك وتربيتك، سيكرهون ذلك منك حتى يصلون إلى مرحلة اليأس، تعامل معهم بحكمة، وكن يقظاً لكي تشعرهم بأنك لست صيداً سهلاً، وأنك لم تحقق مرادهم.

قلوبهم مريضة لا علاج لها سوى البتر بالتجاهل، استأصلهم من حياتك تدريجياً حتى تموت في قلوبهم نبضات الحقد والكراهية.

وآخر علاج إن لم ينفع معهم هو الحزم واللجوء إلى الإدارة العليا بتقرير مكتوب وموثّق لتبرئ ذمتك من كل رذائلهم.

وأعتقد أن التجاهل من أفضل الحلول لهذه الآفة المنتشرة بين أروقة المكاتب، يصولون ويجولون من أجل بثّ سمومهم، أبعدنا الله وإياكم عن هذه (الأشكال).

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights