2024
Adsense
مقالات صحفية

خطوط تحت الثقة بالآخَر

بقلم الباحثة الإعلامية والكاتبة
نانسي نبيل فودة

الثقة:
هي انطباع ناتج من الشعور بالحبّ الممزوج بالوفاء والإخلاص والإتقان المأخوذ عن شخص، والمتبادل بين طرفين، سواء كان داخل العائلة أو الأسرة.

وأيضاً، الثقة بين الأصدقاء في مختلف جوانب الحياة، وفي مجال العمل بين الزملاء وبين الرئيس والمرؤوسين. وعند شعور الطرفين أن هناك ثقة متبادلة بينهما، فإن ذلك جدير ببناء جسرٍ من التواصل لعبور الأفكار والآراء والمقترحات البنّاءة بينهما، لأن الثقة كفيلة بأن تعمل على تحمّل الموثوق به المسؤولية أمام الواثق، فهو يعلم إن تمّ اختياره من بين العديد من الأشخاص لمنحه هذا الشرف، وإبراز مدى إخلاصه ووفائه له.

وبناء الثقة يتحدد من مواقف الحياة المليئة بالظروف والأحداث التي من خلالها نتعرّف على معادن الآخَرين، ومكانتنا عندهم، وصِدق كلامهم ونواياهم، وبالتالي، تقوم الثقة، وتسمّى بالثقة البنّاءة، وأيضاً في كثير من الأحيان نجد أشخاصاً يقفون معنا مهما اختلفت الظروف، فتزداد ثقتنا بهم، وهي الثقة الحريصة على الآخَر.

وعلى النقيض، نجد أشخاصاً يبتعدون عنّا في بداية الطريق، وهنا نعرف أنهم غير جديرين، ولا يستحقون أن يكونوا معنا، ومن هنا نضع أسفل الثقة الخطوط الحمراء، لأنها تتحول إلى أمر أخَر، وهو الخيانة، فقد تحوّلت الثقة إلى وجَعٍ وانكسار وخذلان، ولكن أصبح هذا الوجَع نُقطَة بداية، فأحياناً نحتاج إلى صفعَة قَوية وَمؤلِمة لِنستَيقظ مِن أوهامنا ومن رسموا لنا أنفسهم أنهم أهلٌ للثقة.

فالثقة شعور ثمين بداخل كل إنسان منّا، ومن المفتَرض أن لا نهبهُ إلّا لمن يستحقه، فكلّ حكاية لخيانهة الثقة والإحساس بالخيبة، جاءت من وضع الثقة الكبيرة بأشخاصٍ لا يستحقونها، وليس لهم الجدارة في أن يحملوا مثل هذا الشرف، فعند انكسار الثقة لا يمكن إصلاحها مرة أخرى، وخاصةً إذا كانت بين أصدقاء جمَع بينهم مشوار حياة، أو بين أفراد عائلة جمع بينهم عِشرة عُمر، فكن على عِلم دائم بأن الإنسان بالمواقف وليس بالسنين، حقيقة ستدركها يوماً ما.

فالعلاقات البشرية لا تُبنى إلا على التعامل الإنساني، ثم تأتي بعد ذلك الثقة في كثير من الأحيان، حيث تُمنح الثقة في بعض الأحيان على اعتبارات عاطفية، يكون دَور العقل فيها محدود، ولا اعتراض على هذا النوع من الثقة، فالإنسان في نهاية الأمر مجموعة من المشاعر والأحاسيس، ولكن يجب دراسة كل خطوة، وتحكيم العقل حتى لايقع في دائرة الخيانة.

لا تحاول أن تجعل المواقف تُدخلك في طائلة الشكّ وانعدام الثقة بالآخَر ما دام هناك من يمنح للآخرين ثقته، ويبادلونك بالوفاء والصدق، والحفاظ عليك، سواء كنت معهم أو غائب عنهم، فمن حمل الثقة فقد وضع تاج على رأسه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights