سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

الاستضعاف

سليمان بن حمد العامري

سوف أنفرد بأسلوبي لعل أحدًا يوافقني ويأخذ برأيي أو يؤيد نصوص ومقال كتابتي٬ لهذا سوف أترك من ينتقدني ومن يلوث شغفي٬ فإني أراه غيورًا يقترب من الحقد٬ عرفت منذ صغري بأن النقد يعيد لي التحليل ويصحح أخطائي ويرجعني إلى مسار دربي.

ومن هذا المنطلق، يبدو لي في ما أسلفت سابقًا إن هناك تمييزًا بين جنس البشر في مختلف الأطياف، ثم أدركت بأن ما يدور حولي ويسود العالم كله من نهج بعض البشر٬ فلربما يكون ذلك ناتجًا عن نقص في الفهم أو عدم المعرفة بالواجب والمندوب٬ كما أن هناك اضطهاداً من نوع مختلف.

ولا بد من التأكيد على أن الأمر العجيب والغريب الذي نراه في بعض العائلات والمجتمعات إذا كان بينهم فقيرًا، فقد غلب على أمره في كل مشاغل حياته، ونتيجة لذلك من المحتمل بأن يختاروا له ملبسه ومسكنه، لكن يبقى التساؤل المطروح، كيف يرون الفقراء؟ وبأي شكل يرونهم؟

من زاوية أخرى ترى البعض يتحكم بهم بداعي عدم التصرف السليم٬ وهكذا تكون حجج كل غني متكبر٬ وأيضًا بعضهم من يعتبر نفسه بأن الثراء الذي يملكه يخوله لفرض نفوذه؛ لكي يتبع القاعدة العمياء “الفقير عالة على المجتمع وأفراده”، وفي مقابل ذلك يبدأ التناقض عندما يشكون حالهم للغني، سواء كان من أرحامهم أو غيرهم من أصحاب النفوذ المالي عن ما يعانونه من احتياج إلزامي، مادين إليه يدهما للعون وطلب المساعدة لإخراجهم من ضيق المال٬ وفجأة يتغير الأمر وينقلب رأسًا على عقب ويصدر منه سوء التذمر وكأنما زلزلت الأرض من تحت أقدامه، فلا يكترث ربما بأحد؛ فيصدر ما يصدر منه من سوء الكلام.

ومن البديهي الكل يبحث عن باب ليكتسب منه رزقه فيلجأ إلى وسيلة تكون له دخل ثانياً ليتجاوز المحن٬ ولكن كما أوردنا سابقاً عن غنيهم سوف يأتيهم ويوقفهم بداعي فقرهم ومما يدعيه عليهم.

وفي هذا المقام أخي وأختي الذين يتبعون هذا النهج إذا كان ليس لديك ما تقدمه إليهم٬ فاترك الأمر لله وحده وأجعلهم يسعون كما سعيت٬ واعلم أنت أو أنتِ بأن الله أعطاك من الخير وأحسن إليك ليس لعمل أو طاعة قمت بها فالأمر قد دبر من اللطيف الخبير؛ وبالتالي ينبغي أن تعلم بأن الله مبتلي الناس، وأراد منا محاسبة كلاً منا نفسه بأن المال مال الله وسوف نسأل عن ما أنفقنا ومنها الزكاة.

ويجب علينا التنويه بأن الإنفاق والسؤال عنهم وخاصة لذوي القربى واليتامى قبل الزكاة له واجب كما ورد في الآية الكريمة. قال تعالى
(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) [سورة البقرة].

ونطوي وجهة النظر هذه بالوجوب علينا جميعًا والرجوع إلى المنهج الإسلامي الذي لا يستضعف فيه أحدًا عند رب العالمين٬ وبالتالي كان خير برهان حديث رسولنا الحبيب٬ وهو ما جاء في حديث أبي هريرة عندما قال: قال رَسُولُ اللّٰهِ ﷺ: رَبٌّ أَشْعَثُ أَغْبَرُ مَدْفُوعٌ بِالأَبْوابِ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللّٰهِ لَأَبَرَّهُ” رواه مسلم.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights