“ملاك” الجزء الثالث والأخير
بدرية بنت حمد السيابية
دخل والد ملاك وخطواته المتثاقلة تقترب من ابنته، فطالما انتظر هذا اليوم وهذا الخبر المفرح، نظر لوجه ابنته نظرة تأمل ودموع عيناه محبوسة لا يعلم هل يفرح أو يحزن على ما هي عليه، تسلل الأمل في قلب والد “ملاك” ومسح على جبينها وقبل يدها وقال: لا بأس عليك يا جميلتي، ستكونين بخير وسترجع الفرحة لقلوبنا، حينها حركت” ملاك” أحد أصابعها الخمسة.
بعد عدة إيام استعادت “ملاك “عافيتها، ومر وقتاً طويلاً لا تعلم ما يدور من حولها والحزن الكبير الذي سببه مرضها في قلب والديها، فرح الجميع بشفاء بطلتنا “ملاك” واستعادت عافيتها، ولكن لم تعود كما في السابق، ظل الخوف يرافق ملاك في كل لحظة، والجميع قد لاحظ التغير في” ملاك ” كانت كثيرة السرحان وكأن شيئًا قد حصل لملاك وجعلها في هذه الحالة.
ظل الحزن يرافق قلب “ملاك” وكانت أمها تسألها كثيرًا ماذا حدث لك في تلك الليلة المشؤومة يا ابنتي؟ نظرت ملاك لأمها وحضنتها وبكت كطفل صغير يحضن أمه بعد غياب طويل ويحس بالأمان والطمأنينة في قربها، قالت ملاك: لا أريد التحدث في هذا الموضوع يا أمي، النسيان نعمة حتى لا نسترجع لذكريات أليمة وظل سر” ملاك ” لا أحد يعلم به، فكان الأهم هو بأنها قد استعادت عافيتها ورجعت لوالديها وكذلك رجعت الفرحة لقلوبهم، وأن الحياة أعطيتها فرصة ثانية للعيش في هذه الدنيا بوجود أشخاص تسعد النفس لرؤيتهم.
فمهما كان كبر الألم الذي أصيبت به بطلتنا “ملاك” وجعلها بتلك الحالة، إلا أنها أصبحت أقوى واستمرت في مسيرة حياتها، وكعادتها تنشر الخير والمحبة بين الناس، وظل السر في قلب” ملاك “بين جدران قلبها ولن تبوح به.
نهاية القصة..
وأخيراً نحن من نساعد أنفسنا على النسيان، أنت وحدك من تستطيع أن تمحو كل ذكرى أليمة عالقة بداخلك، وتذكر أنك كلما فكرت في النسيان تذكرت أكثر، فأْشغل نفسك ووقتك بشيء مفيد، وحارب من أجل تحقيق هدف تسعى إليه، أخلق ذكريات جديدة ربما قد تكون أفضل مما كان!!
ملاحظه / اسم الشخصية من نسج الخيال