2024
Adsense
مقالات صحفية

الباحثون عن عمل ،، إلى أين؟

 طالب المقبالي
muqbali@gmail.com

شباب طموح كافح طوال سبعة عشر سنة من الدراسة في نظام التعليم العام، يضاف إليها خمس سنوات كأقل تقدير في الدراسة الجامعية ليصل إجمالي سنوات الدراسة اثنان وعشرون سنة.
شباب يحدوهم الأمل الكبير ليكونوا بناة للوطن، ومن حملة راية المجد والعز والسلام.
شباب كافح معهم ذويهم لتوفير المأوى والمأكل والمشرب، وتحملوا مصاريف وعناء الأسفار للإشراف على أولادهم في أماكن إقاماتهم خارج ولاياتهم.
فبعد خمس سنوات من الغربة في سبيل نيل العلم والمعرفة، ونيل الشهادة العلمية التي تتوج مسيرة الكفاح والمعاناة، تبدأ مرحلة جديدة من الكفاح لنيل الجائزة الكبرى بعد هذا المشوار الطويل من الكفاح.
تتجه أنظار الطلاب الخريجين وأولياء أمورهم تجاه الإعلانات عن شواغر وظيفية في المجالات المختلفة، عسكرية وحكومية كانت أم أهلية خاصة، فوزارة العمل تصدر إعلانات لوظائف بعقود عمل لوظائف العمل الدائمة بدرجة مالية ومدرجة ضمن صندوق التقاعد ومدة العقد سنتين قابلة للتجديد، إلا أن الملتحقين بها لا يستطيعون الاقتراض من أي مؤسسة إقراضية لبناء منزل أو الزواج أو حتى شراء سيارة.
وأيضاً هناك عقود عمل مؤقتة غير معلوم أجلها، وغير واضحة المدة، فالشاب الذي بالطبيعة الفطرية يرغب في تكوين ذاته وشخصيته من خلال إيجاد وظيفة مستقرة ليبني منزلاً، ثم يتزوج ويكون أسرة خاصة به فإنه لا يستطيع ذلك في كلا العقدين.
فالوظيفة المؤقتة هي مجرد مسكن كما يصفها البعض، وليست حلًا لبناء المستقبل، فلو فرضنا شاب تعين في وظيفة مؤقتة وتزوج، وبعد إشعاره بانتهاء فترة عمله المؤقت، هل يطلق زوجته لأنه أصبح بلا دخل؟!
والجانب الآخر من الوظائف التي تعلن عنها وزارة العمل تذهب إلى الأقدمية في العمر وتاريخ التخرج، فعلى سبيل المثال الذي أسوقه هنا عن وضع أعيشه في بيتي، فولدي خريج تقنية معلومات، تنافس لإحدى الوظائف التي عرضتها وزارة العمل، فتم اختيار شاب يبلغ من العمر 33 سنة وابني تخرج منذ 3 سنوات ويصغره سناً بثمان سنوات، فعمر ولدي 25 سنة، فهل يعني هذا أنه ينتظر 8 سنوات فوق الثلاث سنوات من تخرجه؟! وأما الجهات العسكرية فقد اشترطت العمر في توظيفها، فمن بلغ سن 25 سنه ليس له مكانة في الوظائف العسكرية.
ولم يتبقى لدينا سوى شركات القطاع الخاص التي يشترط معظمها وجود خبرة تزيد عن 5 سنوات، فالخريج كيف يمكنه اجتياز هذا الشرط؟
لقد احتار أولادنا واحترنا معهم، فليس أمام أبنائنا إلا أن يعملوا في الوظائف والمهن المتدنية، وهذه الوظائف أيضاً غير متوفرة ، ويشغل معظمها العامل الوافد، بينما هناك شواغر وفرص تشغلها العديد من العمالة الوافدة التي يمكن الاستغناء عنها ويتم تعمينها وتتناسب مع مؤهلات الخريجين العمانيين.
فمن شدة حيرتي اقترحت على ولدي أن نشتري له كشكاً لبيع المشاكيك والهمبرجر في ولاية السيب كحل بديل وينسى أنه درس في مجال تقنية المعلومات.
لم أكن أود التطرق إلى هذه الجزئية في مقالي، لكنني اضطررت لذكرها لأبين الحال الذي وصلنا إليه.
وقد توقفت كثيراً مع عدد من هؤلاء الباعة وسألت عن الوظائف التي كان يشغلها آباؤهم، فلم أجد أحداً منهم يشغل والده منصبًا من المناصب الكبيرة، وإنما وجدتهم أبناء موظفين عاديين من أمثالنا، أما أولاد المسؤولين الكبار فقد هيئت للغالبية منهم الفرص لشغل الوظائف المرموقة، وتبقى المهن والوظائف الدنيا لأبنائنا وأبناء من هم في مستوانا من عامة الشعب.
هذا هو الحال الذي نعيشه في بلد انتعش اقتصاده، فأين أنتم بنا ماضون؟!

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights