سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

الأخطاء (الدافع أم المانع)

محمد بن سالم الجهوري

الحياة دائمة التطوّر والتغيّر، ومواكبتها ضرورة ملحّة، ومهما واجهتنا العقبات، ومهما بلغت بنا التحدّيات في هذه الحياة، نتيقّن يقيناً تامّاً بأن الله سبحانه وتعالى لا يُضيع أجر من قام بعمل صالح، مما يدفعنا للتفاؤل، ونعلم أن كلّ شيء زائل.

كما أن لنا في الحياة التاريخية أمثلة متعددة في ظلّ ما كان من صعوبات وتحديات.

الكثير منّا بعد التوكل على الله، بدأ بعزيمة وإصرار، فقد حدد الوقت وعيّن المكان، ورسم الخطط لتحقيق ما يرغب به أن يكون، ولعلّ البعض يتبادر إلى ذهنه مجموعة من الأسئلة، بل منهم من يخاطب ذاته أكثر من مرة: هل أنجح أم أفشل فيما أُقدم عليه؟ هل سيكون هذا العمل الذي أقدم عليه دافعاً لغيره مستقبلاً؟

وقد يتبادر لذهن البعض سؤال التراجع بين الحين والآخر: ماذا لو فشلت؟
لا مناص من الأسئلة، فهي من الضروريات لعملية التخطيط بما أُريد تحقيقه، الضـير بالتردد وإقناع الذات بأسئلة التراجع وإحباط النفس قبل الإقدام على الشيء.

لذلك من الجميل جداً زيادة حصة المغذيات والحوافز بما سوف يتحقق من الإسهامات والإنجازات التي يطمح إليها الفرد، في حال التجربة وإلهام الذات بأنه يستطيع بلوغ أهدافه؛ كون هذه المغذيات والشحنات الإيجابية، هي الوقود المتجدد الذي يحتاجه الفكر.

لعلّنا ندرك أن طريقة التعامل مختلفة بين الأفراد مع الخطأ والقصور، منهم من يرى أن الخطأ هو النهاية لمسيرته، وآخرون يضعون للصمت في الخطأ عنوان، كما نجد أن البعض الآخر يسيطر عليه الخطأ، ويصبح كأنه سِمة ثابتة به، ويبرز بين هذا وذاك فئات تُعدّ من محبّي تكرار الأخطاء، وبعكس ذلك تماماً، فثمّة غالبية كبرى جعلت من الخطأ قاعدة لبداية جديدة تتجنب ما كان وتصنع صواباً لِما هو قادم.

حيث أن البعض يستمرّ بتغذية نفسه وتحفيزها لتحقيق نشاط معيّن أو أهداف معيّنة، تتكلّل بالنجاح، كما لا ينجح البعض الآخر بما قد يُقدِم عليه (وكلّهُ خير).

مهما كانت النتائج، لا تيأس، حاول مرّة، وجرّب مرة أخرى، قم بتغير محفزاتك وأدواتك وأعد صياغة وقتك، وكرر ما أنت قادر على فعله، ولا تفتح المجال للتراجع عمّا في قلبك وما رسمهُ فكرك، قد تفشل مرّة وأخرى، ووقوع الخطأ وارد، وهذا حال الكثيرين، لكن لا تقف عند فشل كان وتتذكر كيف كان؟ ولماذا حدث؟ وكيف وقع؟ بل ضع في اعتبارك أن الإنسان في حدّ ذاته مُعرّض للخطأ والقصور والسقوط، لكن الصامدون في وجه الفشل ينجحون.

أعِد ترتيب ما كان في تاريخ الفشل وحوّله لنجاح يصاحبهُ نجاح أكبر.

ابدأ من جديد، وقم، فلا يوجد مستحيل، استعدّ لتجربة جديدة تحمل معها شهادة سابقة بما كان؛ لتكون هي مدخل النجاح القادم، وتغذية راجعة للتعلم.

مرورك بالأخطاء لا يعني أنك فاشل إذا اتخذت من هذا الخطأ مدخلاً لإعادة النظر، فالتجربة التي مررت بها في حال أنك وضعتها كـ دليل استرشاديّ لتجنّب شاكلتها، تكون حينها مع بداية جديدة، تحمل بين طيّاتها أولى خطوات النجاح بعد تجربة مثّلت قوة دافعة.

وختاماً للقول، لا تيأس على خطأ كان، فالفرصة لديك والنجاح بين يديك، قم وتأمّل تحقيقك لما ترغب، وبادر مرّة تلوَ الأخرى، فأنت قادر على تجاوز ذلك، والوقوف بكل ثقة مرة أخرى.

لا تهدر وقتك في تأنيب ذاتك على خطأ لم تكن قادراً على تجاوزه، راسماً في مخيلتك العودة من جديد بحزم وثبات.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights