سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

اليقطين، الشجرة المباركة في الغذاء والدواء

درويش بن سالم الكيومي

لقد ذُكرت هذه الشجرة في القرآن الكريم، وكرمت أيضاً الكثير من الأشجار المباركة، وكلّ شجرة لها فائدة معيّنة في المأكل والمشرب والأعمال المنزلية والحرفية والتراثية من السعفيات، ولها مكسب ماديّ واقتصادي للمُزارع والتاجر، مثل التين والرمان والزيتون والعنب والنخيل والسدر وغيرها من الأشجار الطيبة المذاق، ولكن الشجرة التي سوف نتحدث عنها عبر صحيفة النبأ الالكترونية هي شجرة “اليقطين ” وتُسمّى باللهجة العامية: شجرة (القرع).
تٌزرع في مختلف قرى وولايات السلطنة الجميلة، وتشبه شجرة “اليقطين” شجرة البطيخ والقثّاء والخيار، بل كل شجرة لا تقوم على ساق، وإذا قُيّدت بشيء تقيدت به، وهي تنمو وتزدهر، وقد ورد ذِكر ” اليقطين ” في القرآن الكريم كشجرة مباركة، قال تعالى: (وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ) سورة الصافات الآية (146).

قال عنها أهل اللغة:
“شجرة من يقطين” وقد جاءت قصة الشجرة المذكورة لأنها نبتت وظللت على سيدنا يونس عليه السلام عندما لفظه الحوت من بطنه، وفي الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه، (أن خياطاً دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه قال أنس: فذهبت مع رسول الله عليه الصلاة والسلام فقرّب إليه خبزاً من شعير ومرقاً فيه دباء وقديد، قال أنس: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي الصحفة فلم أزل أحبّ الدباء من ذلك اليوم)، صحيح البخاري.
وقال أبو طالوت: دخلتُ على أنس بن مالك رضي الله عنه وهو يأكل القرع ويقول:
يا لكِ من شجرة، ما أحبكِ إليّ، لحُبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك.

ومن فوائد أكل اليقطين أنه بارد رطب، يغدو إذا كان يسيراً، وهو سريع الانحدار، وإن لم يفسد قبل الهضم تولّد منه خلطاً محموداً.
ومن خاصّيته أنه يتولد منه خلطاً حريفاً، وبالملح خلط مالح، ومع القابض قابض، وإن طُبخ بالسفرجل للبدن فهو جيد.
وكذلك هو لطيف مائي يغدو إذا كان بلغمياً، وينفع المحرورين، ولا يلائم المبرودين، ومن الغالب عليهم البلغم، وماؤه يقطع العطش، ويُذهب الصداع الحارّ إذا شُرب أو غُسل به الرأس.
وهو مليّن للبطن كيفما استُعمل، ولا يتداوى المحرورون بمثله، ولا أعجل منه نفعاً.

ومن منافع شجرة اليقطين أنه إذا طُبخ بعجين وشويَ في الفرن أو التنور واستخرج ماؤه وشُرب مع بعض الأشربة اللطيفة سكّن حرارة الحميّ الملتهبة، وقطع العطش، وهو غذاء حسَن إذا شُرب، وإذا طُبخ القرع وشُرب ماؤه بشيء من العسل وشيء من النطرون فهو علاج للبلغم، وإذا دُقّ وعُمل منه ضمادٌ على اليافوخ نفع في الشفاء، إلا الأورام الحارة في الدماغ، وإذا عصرت جرادته وخلط ماؤها بدهن الورد وقُطر منها في الأذن شُفيت من الأورام الحارة.

وجرادته نافعة في أورام العين الحارة ومن النقرس الحار، وهو شديد النفع لأصحاب الأمزجة الحارة والمحمومين، ومتى صادف في المعدة خلطاً رديئاً استحال إلى طبيعته وفسد وولد في البدن خلطاً رديئاً ودفع مضرته بالخلّ والمري، فهو بشكل عامّ من ألطف الأغذية وأسرعها انفعالاً.
ويُذكر أن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من أكله.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights