بدرية بنت حمد السيابية
تلوح بيدها والحزن ظاهرًا على وجهها البرئ تودع أغلى الناس وأقربهم لقلبها، تركوها وحيدة بين أربعة جدران بحجة علاجها بما يسمى “الاكتئاب” في أحد المستشفيات المعروفة في البلاد.
كانت تنظر لكل زاوية بتمعن، وتتحدث مع نفسها كل لحظة وكأنه شخص آخر يشاركها الحوار بين الحين والآخر، تتحدث عن ما يخبئ قلبها من هموم وغربة، واشتياق لروحها ولطفولتها وكل ذكرياتها التي مرت أمامها بلمح البصر.
هكذا كانت بطلة قصتنا، تدعي “ملاك” تحمل الصفات الحميدة وابتسامتها الجميلة، كانت معروفة بين أهل حارتها بطيبة قلبها ومساعدتها للناس في حل أزماتهم والصلح بينهم، فرغم صغر سنها إلا أن البعض يلجأ إليها لثقتهم بها.
كانت “ملاك” تسكن هي وعائلتها الصغيرة في منزل بسيط ذات جدران متشققة، وأثاث قد مر عليه زمن لم يغير ولا يبدل لظروفهم الصعبة، فكان والد “ملاك” حطّاب يذهب لعمله في الصباح الباكر، ويرجع للمنزل قبيل المغرب مرهقاً ومتعباً من عمله الشاق، وتستقبل “ملاك” والدها بكل فرح وابتسامة و بالكلام الطيب، فيسعد الأب لرؤية ابنته الوحيدة والبسمة لا تفارق محيا وجهها، ويوجد خلف المنزل حديقة صغيرة بها بعض الورود الجميلة وبعض المزروعات؛ كالطماطم والباذنجان والكوسة وغيرها من الخضروات، وكانت للاستعمال اليومي، وتأخذ أم “ملاك” ما تحتاجه للطهي منه، فكانت حياة “ملاك” سعيدة مع أسرتها الصغيرة.
تصحى ملاك على صوت أذان الفجر، تستعد لتلاقي ربها بخشوع على سجادتها التي تزينها صورة الكعبة، والناس من حولها يطوفون وتدعو “ملاك” ربها بأن ييسر أمرها وأمر عائلتها الصغيرة فهي تدعو للجميع بالخير، بعدها تذهب ملاك في الصباح الباكر مع والدها للعمل لتجلب الحطب معه، وتساعده في بيعه في السوق والباقي من الحطب تحمله إلى المنزل لاستعمال والدتها في الطبخ، وأيضًا يستعمل في التدفئة في فصل الشتاء.
تمر الأيام والشهور وسعادة “ملاك” وقناعتها بعيشها مع أسرتها تزيد فرحًا وسرورًا، فهي فتاة اجتماعية تحب الناس وتشاركهم في أفراحهم وأحزانهم، وفي ذات يوم قدمت ل “ملاك” دعوة لحضور أحد الأعراس في البلدة لتشاركهم في تلك المناسبة الاجتماعية التي تعودت على حرصها للمشاركة بمثيلاتها من المناسبات الاجتماعية الأخرى، وبينما هي تستعد للخروج من المنزل وبعد استئذانها من والديها للذهاب وأنها لن تتأخر، وأثناء خروجها من المنزل حدث شيئًا غير متوقعًا لها!
للقصة بقية انتظروني في الجزء الثاني .
ملاحظه /اسم الشخصية من نسج الخيال.
