الوعود بين الوفاء والنكران
سليمان بن حمد العامري
أًصبح الوعد في أيامنا مثل الوعاء المثقوب بين البشر، فكم من شخص أضاع أحلام الآخرين بوعود كاذبة مزيفة في ظل غياب ضميره بعد أن مضى في سراديب الغدر والخيانة؟! وهكذا تضيع آمال كل بني البشر بين الوعود البراقة المغلفة بالكذب التي لا تتجاوز حيز الكلام.
دعونا نرجع إلى الماضي عند إشراقة شمس الدنيا على من فيها عند الذي “قال عنه خير قائل {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}-[سورة الأنبياء آية: 107]. فهذا هو رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي ضرب أروع الأمثلة في الأمانة والصدق والوفاء بالوعود والالتزام بالمواثيق؛ فقد وضع منهجاً للوعد، ففي عهده الذي يضمن الحق للمؤتمن والمؤمن، حينها لا تضيع الحقوق ولا تلغى الالتزامات ولنا في صلح الحديبية وفتح مكة خير برهان معهود، ولا تُخلف فيها العهود، وكان خير مأمن ومأمُون هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، والذي عُرف بين قريش أنه الرجل الصادق الأمين.
فعندما أراد صلى الله عليه وسلم الهجرة سرًا لم يهاجر حتى أعطى علي كرم الله وجهه الأمانة وردها رغم كيد المشركين، فها هو قدوتنا، فأين نحن اليوم منها، وماذا نقول له يوم ينادي المنادي يوم الحساب الموعود؟ هذا وعد الله، إنّ الله لا يخلف الميعاد.