صحيفة النبأ الإلكترونية .. بأقلام كتابها، وطاقم تحريرها متفردة.
حمود الحارثي
في خضم هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام، ومنابر الصحافة الورقية، والإلكترونية، ودخول العالم في ذلك النفق المظلم لوسائل التواصل الاجتماعي كالواتساب، والتويتر والفيسبوك، والانستجرام، والتوك توك، الذي أبحر بالعالم في فضاءات افتراضية دون ربان، طاغيًا عليها طابع التنافس الشرس في التسابق لنشر الأخبار، وتداول الشائعات، التي تكون في الغالب غير صحيحة، سادها طابع الفبركة، وتضخيم الغث، وتجاهل السمين لأسباب بلا شك ليست بخافية على الجميع، يأتي في طليعتها السعي وراء الشهرة أو تلك التجاذبات السياسية، وتقاطع المصالح العالمية، الأمر الذي أصبح معه فرض الرقابة عليها أمرًا خارج السيطرة، كونها استباحت كل المحظورات، والقيم، والمبادئ السامية لمهنية المنابر الإعلامية الرسمية، الذي تكاد أن تفرض واقعية هيمنتها عليه باعتباره أوثق المصادر الإخبارية.
فلطالما سابقت هذه المنابر تلك القنوات الرسمية في نشر أخبار غير صحيحة، مجهولة المصدر، خاوية المحتوى وبلا هدف، ولا رسالة لها، سوى سعيها الدؤوب كما أسلفت خلف الشهرة، وكسب أكبر عدد من المتابعين، والتي لم تمتطِ يومًا صهوة المهنية، وكأن من أمن العقوبة أساء الأدب.
بعدما كانت الصحف، والجرائد، والمجلات، وقنوات التلفزيون الرسمية هي مصدر الأخبار، باعتبارها المساحة الثمينة لإبداع الأقلام في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والأدبية، والفكرية، والصحفية، والشعرية، والرياضية للكتاب، والأدباء، والصحفيين الأوائل، والمخضرمين من رواد الكلمة الصادقة من المبدعين، والفرسان الذين ترفع لهم الرايات، الممتطين لصهوات أقلامهم في ميادين بلاط صاحبة الجلالة الورقية، وما زالت تنضح بمكنونات دررها، وأقلامها الأصيلة، وهي تصارع للبقاء في ظل كل هذه التحولات التكنولوجية العالمية من حولها.
وحيث أن واقع هذه الطفرة التكنولوجية في حاضرنا المعاصر، قد أرخى بظلاله على كل شيء حولنا، ومن لم يواكب هذا التسارع الإلكتروني سيجد نفسه بلا أدنى شك لا محل له من الإعراب على خارطة الصحافة والإعلام، سواء المحلي أو الإقليمي، أو الدولي، فانتقال هذه المنابر الصحفية من صحافة ورقية محدودة الانتشار، بطيئة التوزيع، وقصور الوصول للقراء إلى صحف إلكترونية سريعة الانتشار سهلة الوصول والمطالعة، وفي متناول الجميع قد أصبح أمرًا حتميًا.
ومما لا يُختلف عليه أن الصحف الإلكترونية أصبحت رائدة الزمان، والمكان، مما يجعل حجم المسئولية الوطنية، والمجتمعية الملقاة على عاتقها، وكتابها أكبر، وأعظم من أي وقت مضى في ظل هذا التسارع، وما يشوبه من تضليل إعلامي، وقصور مخزٍ في مهنية نقل الأخبار ومصداقيتها، ورداءة المحتوى، واختلاف التوجهات، والأهداف، ومدى تأثيرها على المتلقي بمختلف المستويات العلمية، والثقافية، والفكرية.
وبين هذا وذاك، استوقفتني صحيفة النبأ الإلكترونية بطاقمها التحريري النخبوي إداريًا، وفنيًا، وأدبيًا، وفكريا، وهي تتصدر قريناتها متفردة في عالم الصحافة الإلكترونية محمولة على أسباب الوضوح في الرؤية، والهدف، وتلك الرسالة الرائدة المتجلية في قيمها، ومبادئها السامية، والأمانة المهنية العالية التي تأتي مجسدة لشعارها ورسالتها الإعلامية: (النبأ بأقلام الأدباء) قولًا، وعملًا، مما كان له بالغ الأثر في تفردها عن صحف إلكترونية عديدة حضورًا، وتمثيلًا، نشاهده من خلال أقلام كتابها الأجلاء سواء أكانوا من سلطنة عمان، أم الدول الخليجية والعربية، من مفكرين، وإعلاميين، وصحفيين، أراهم قد تميزوا بذائقة الكلمة، وجزالة المعنى في محتوى كتاباتهم ومشاركاتهم الأدبية، والعلمية، والفكرية، والشعرية، والإعلامية الصحفية التي آثرتنا بصياغة عميقة من درر فيض أقلامهم الناضحة بروائع، الفكر، والكلم.
لماذا صحيفة النبأ الإلكترونية؟!
لأنني لا أبالغ إن قلت قد وجدتها صحيفة رائدة، متفردة، فعلى الرغم من كل ذلك المستوى العلمي، والفكري، والأدبي لروادها إلا أنها يقينًا تتمتع بأعلى درجات المهنية في التعامل مع مشاركات كتابها من مقالات، وقصائد، وأخبار …. إلى آخره، التي تنشر عبر أثير منصتها. حيث تقتضي سياسة النشر بها مراجعة دقيقة لهذه المشاركات تمر عبر مراحل قبل إجازة النشر، تعامل بميزان جودة المحتوى، لا باسم وشهرة الكاتب، والشاعر، تحت إشراف كوكبة من الخبراء، والأكاديميين من المحررين، والمدققين اللغويين، والإملائيين، الذين يتمتعون بأعلى درجات المهنية، والخبرة في مجال الصحافة، والإعلام، واللغة، فليس بالأمر الهين أن يتم إجازة مقال أو خبر أو قصيدة شعرية للنشر عبر منبرها الأمين، إلا إن كان يستحق معه النشر، ووفق ما رسمه القانون والمشرع من حقوق في حرية التعبير المؤطر، وفق الواجب الذي تمليه المسؤولية الوطنية، والمجتمعية، والرسالة السامية النبيلة التي تحملها المنابر الإعلامية الأصيلة.
هذا من الجانب العلمي، والعملي، إلا أنني قد استشعرت جانبًا آخر لرسالة هذه الصحيفة، قد يكون غائباً عن الكثيرين، ومن مقتضى الأمانة ذكره في هذه السانحة، فقد وجدتها أوسع من كونها منبرًا إعلاميًا، فقد لمستها تعمل كفريق واحد إدارة، وتقنيين، ومحررين، وكتاب، ولا أخفي سرًا سعادتي وأنا أتابع نقاشات ذلك النقد البناء الدائم الذي يتم بين كتابها ومحرريها حول كل مقال، ومشاركة منشورة عبر منبرها، كما سرني كثيراً ما يقوم به القائمون عليها من البحث الدؤوب عن الأقلام الموهوبة، وتبنيهم، وصقل قدراتهم، وتشجيعهم، ودعمهم من خلال إتاحة الفرصة، ومساحة النشر لأقلامهم الثرية بالعطاء والإبداع، إيمانًا منها بقداسة رسالتها الإعلامية التي تعدت أن تكون منبرًا للنشر فقط، أضف إلى ذلك، وكأنك محاط بأفراد أسرتك، فأي بيئة عمل لا يبدع المبدعون بها!
فلتعذروني إن قلت لن أكتب يوما إلا لصحيفة النبأ الإلكترونية.. وإن كتبت؟!