شمس الحلم العربي
الباحثة الإعلامية: نانسي نبيل فودة
حُلمٌ يحمل الكثير في معناه داخل وجداننا.
حُلمٌ يتحدث عن جميع الدول العربية، يَسعد بسماع هذه الجملة أيّ مواطن يحمل الهوية والانتماء.
فالحلم العربي هو اتحاد جميع الدول العربية على قلبٍ واحد، ورؤية واحدة، بما يضمن ذلك تحسّن جميع الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والمساواة بين الأفراد.
كما يسعى الحلم إلى تحقيق جميع أنواع السُّبل التي تضمن الاستقرار والاطمئنان لأطفال العرب في مختلف بقاع العالم التي سرقت منهم براءتهم وأعمارهم ومستقبلهم جرّاء ما شاهدوه وما عانوه من سنوات الحرب والاحتلال بشتى أنواعه.
نريد حلماً عربياً بخصائص تناسب أمتنا.
حُلمٌ يجعل من الأمة العربية هي القائد والمتحكم في الجوانب التكنولوجية والسياسية والفكرية والعلمية والفضائية، هي من تصدّر للغرب التقدم والاقتداء البحثي والفكري والعلمي.
حُلمٌ بأرض عربية خالية من أيّ احتلال أو أية عناصر متطرفة فكرياً أو إرهابياً.
حُلمٌ تشرق فيه شمسٌ لأيام مليئة بالمحبة والتعاون والمبادرات الخيرية والمساعدات الإنسانية.
حُلمٌ يشهد على أن العرب هم من صنعوا التاريخ وبرعوا فيه وصدّروا العلم وخرّجوا العلماء الذين أتقنوا تخصصاتهم وحفرت أسماءهم على مرّ العصور والأزمنة، وتركوا من ورائهم أجيالاً عربية ذات قوة ووعي وحكمة التفكير والابتكار.
فالحلم العربي ليس بالمستحيل، سنصبح جميعاً في يوم من الأيام بلداً واحداً رغم اختلاف لهجاتنا، رغم اختلاف ألواننا وملامحنا، رغم كلّ المسافات التي تبعدنا عن بعضنا البعض، فقد نشأنا على هذا الحلم، وعلى الرغم من الظروف التي مرّ بها الوطن العربي إلا أن الحلم ما زال في القلوب، ومن المستحيل أن يندثر، فقد أوصاني أبي بأن أتذكر هذه الكلمات التي سيتحدث بها أبناؤنا وربما أحفادنا في يومٍ ما مع التاريخ، وسقولون له:
سجّل أيها التاريخ، بعد أن أعرضتَ عنّا، عُد إلينا،
نحن العرب صانعوا التاريخ، سجّل أيها الزمان، فنحن أبناء الأمجاد.
لن نكون كما شاء الأعداء بل سنكون كما شئنا لأنفسنا، بل سنكون أمة استطاعت أن تحقّق الحلم العربي ولم تضعف أبداً.