سجود الوجع والامتنان
شريفة بنت راشد القطيطية
يداي
مقيّدة، مترددة، متوعدة، ومبعدة.
كل ما يأتي من الغيم يذبل، وكل ذبولٍ أعيده إلى الغيم ليكبر
كل الكلمات أعدّها بين يديّ، لأحفر قبري وأدفنها معي
كل التوابع مسخّرة للدموع، وكل الدموع لا تجدي
أحمل على عاتقي الامتنان ويرحلون، لم أكن يوماً طيّبة بما يكفي
كنت أمارس الطِيبة على عادتي، والجميع ينثرون الغبار في وجهي
كل الأنفاس ملوثة
سأختنق، حتماً سأختنق
يديّ مترنمة، مفعمة
متعلمة، ومترجمة
كل ما يمرّ من حولي أزخرفه كعادتي
وألعق حلمي على جدران السماء لتمطر
كل العافية التي أشعر بها لأحقق ذلك الحلم
أدركُ أني على مفترق الطريق
كل الأحلام تأتي بعد صراعٍ مع النوم، ثم أنام لأحلم
أوجاعٌ متعددة تأتي جميلة كراقصةٍ تُغري الحاضرين
صار جسدي لها أرجوحة سلاماً لكل الأوجاع
عودي إن شئتِ، فأنا أرحّب بالسلام
يديّ ترتجف، تنصرف، تحترف، وتعترف
كل ما تأتي به الرياح لا يعجب السفن
وإن كان جوّي أروع، تأتي رياحٌ تقتلع جوّي
كل ما يعترض الطريق إليك سحقته
وكل ما يأتي مع الليل حريق
جئتُ بالأكفان، تظنني مِتّْ
وأنت قدّيس يبحث عن الأجر
تلملم بقايا خدجك، وتربط النسائم للعبور
رجفةٌ في القلب تعددت، أين السطور؟
تأتي فقط ناصحاً كي لا أعتري
اهتمّي بقلبك وروحك، وأنتَ قتلتهما
أيّ غرور فيكَ أخبرني
يديّ، ضيف، جوف، طيف، وخوف
كل ما جاء به العمر جميل
ويكثر الاقتناع بالوقت، حين يغدر
كل طيف يأتي للزيارة مؤلم
ومعه العواطف يغمسها في المساء
ويظلّ يقبلك حتى الغلس، ويغادر
كل ما أتى به خوف يتناثر في جوف الليل
يعلّق مشنقتك مع الفجر
لا تقسو على الضيف المؤدّب، إنه مطيع
استسلم للبُعد وصار يعدّ إلى العشرة
قبل دخول المعركة