2024
Adsense
ثقافة وفنون

بحر

هلال بن سيف الشيادي

شعر : هلال بن سيف الشيادي

‫كالبحر قلبُك صامتٌ ثرثارُ‬
يا أيها البحّار  يا تيارُ

يحكي هديرُك عزةً وتسامقاً
ويزينُ صمتَك هيبةٌ ووقارُ

يمتد موجُك، ما له من ساحل
تشدو المعاني فيه والأسرارُ

كم أبحرتْ فيك المراكبُ شرّعا
وشراعُها الأقدار ُوالأشعارُ

طارت حروفك نورسا مع نورسٍ
هي هكذا الأفكار والأطيارُ

إن السفينةَ تشتهي ما لا ترى
لا تنتظرْ ريحا فأنت مدارُ

حلمٌ دعاك؟ فإن من أحلامنا ابـ
ـتدأتْ إلى أمجادنا الأسفارُ

لا تنسَ حلْمك في عيونك ضعْه في
كفّيك يملأ قلبَك الإصرارُ

يا أيها الماضي على لُجج العلا
الماء أنت وأنت طينٌ نارُ

تمضي، ويتبعك الهداةُ ليهتدوا
وبك اهتدى الغاوون أنّى ساروا

لا تلتفت للخلف؛ إنك عابرٌ
دربَ السماء؛ وخلفك الأقمارُ

النور لما أسفرتْ ومضاته
فعلى سناه تسافرُ الأنظارُ

قرّرْ لتبقى في الحياة أمامهم
يكفيك كي تتقدمنّ قرارُ

لو طال ليلُك فوق ما تعتاده
لا تنسَ أنك يا بهيُّ نهارُ

وإذا بريحِ الـدهر عاثت بالمنى
فافردْ جناحك أيها الإعصارُ

سترى أمامك ألفَ سور سامقٍ
لا تخشها؛ تتحطم الأسوارُ

‫سيقال عنك بأنّ أنت صغيرهم‬
فهُمُ أمام الطامحين صغارُ

لا تصغِ؛ إنهمُ ترى لن يسكتوا
لم يصغ قطُّ إلى الحسود كبارُ

وسيزلقونك في مدى أبصارهم
هو منتهى من خاصموك وغاروا

سر مطمئنا؛ فالمسير إلى السما
لا خوفَ فيه، وما به أكدارُ

الناس حولك أنت فوقهمُ إذا
عاندتَ ما اعتادوا عليه وصاروا

كن قربَ كل قلوبهم؛ فقلوبهم
هي زاد رَحْلك أيها المغوار

تعلو إذا تدنو إلى أرواحهم
وإذا علوتَ عليهمُ تنهارُ

ارحل إذا كفروا بحرفك هجرةً
فهنا لكل مهاجر أنصارُ

لا تمضِ في آثار غيرك تابعا
ليكون منك لمن أتى آثارُ

للطامحين هي الحياة حبيبةٌ
حتى ولو منها وفيها احتاروا

🌛هلال بن سيف الشيادي🌜

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights