لا عقبات في تحقيق الأحلام
ثريا السنانية
عندما تكون هناك بيئة مدرسية نشطة، يحب كل من المعلم والمتعلم مهمته، ويأتي الجد والاجتهاد والمثابرة، والمنافسة الإيجابية، وعندما يكون الإخلاص لله تعالى, ويتحلى المرء بالطموح العالي، وعندما يتحلى الفرد بصفة حب التعلم والاستطلاع والبحث، وعندما لا يكون هناك ملل ولا كلل ولا يأس، وعندما تؤمن المديرة بقدرات معلماتها، وتؤمن المعلمة بقدرات تلاميذها، وعندما يكون تعامل الإدارة راقيا، وتجد من يشجعك، وعندما تكون المعلمة الأولى متميزة، وتصبر على تدريبك ومتابعتك، مكتبك بجانب مكتبها، تتابعك في أدق التفاصيل بأسلوب سلس وسهل، وعندما تعمل مع فريق من المعلمات المتميزات والمجتهدات تستفيد منهن، فمن كل بستان زهرة، هنا يأتي التميز، هنا يأتي حب المهنة التعليمية.
((لا أرى نفسي منتدبة بالأجر اليومي، بل إنني جزء لا يتجزأ من هذه المدرسة، وبينما أنتظر التوظيف من الوزارة، انتدبت ثلاث سنوات في مدرسة الاستقامة، كان تعاملهم راقيا، فريق متعاون ومتميز، دائما أحصل على التشجيع والتعزيز المستمر؛ وهذا ما دفعني إلى الشعور بأنني جزء من هذه المدرسة، ولأن موهبتي حب الاستطلاع والدراسات العلمية والبحوث والإبداع، قمت بعدة دراسات في هذه المدرسة لرفع المستوى التعليمي للتلاميذ، فكان مبدئي ((لا شيء مستحيل)) و((النجاح يبدأ بخطوة))، ومتابعة بعض الحالات الطلابية على مختلف المستويات، كانت المعلمة الأولى -جزاها الله خيرا- لها دور في متابعة جميع تفاصيل العمل، وكذلك إدارة المدرسة.
تعلمت العديد من الاستراتيجيات، أتمنى أن أكون قد وفقت في هذا المجال، أرى أن التلاميذ في المرحلة الأولى يحتاجون لتعدد الاستراتيجيات، واختيار الاستراتيجية المناسبة التي تجذبهم نحو التعلم، فكنت أشرح الآيات القرآنية بالصور على عرض (بور بوينت) والسيرة بالرسم على السبورة.
وأرى أنه كلما زادت خبرة المعلم تميز في أدائه، واستفاد المتعلم أكثر، ولطالما حاكى المتعلم المعلم في العديد من الأمور كأسلوبه وحديثه، وطريقة حواره، فصار قدوته.
كما أرى أن التربية تسبق التعليم، ففي المرحلة الأولى لا بد أن نعامل المتعلم كأننا أحد المقربين له؛ ليتلقى المعلومة بكل حب وشغف، ومن المهم غرس القيم في المتعلمين، ومن المهم معرفة ماذا يريد المتعلم أن يتعلم.
قمت بدراسة علمية، ومن خلال هذه الدراسة تبين أنه لا بد من المعلم التعرف على:
1-خصائص المتعلم باعتبار كل فرد له شخصيته، كيانه، مواهبه، ميوله، واهتماماته، كل متعلم يعيش في بيئة تختلف عن الآخر، من حيث كيفية العيش، والنمط، والأسلوب، والعادات والتقاليد، وغير ذلك، كل ذلك يؤثر في المتعلم وتعلمه.
2-الاختبار التشخيصي في بداية العام الدراسي؛ لتعرف أين وصل المتعلم في تعلمه، فتكمل على ذلك.
3-قاعدة فتح الرحمن مهمة جدا للمتعلم، أنصح بالاطلاع عليها؛ لأهميتها للمتعلم في مراحله الأولى.
4–التواصل مع ولي أمر المتعلم مهم؛ للارتقاء بالمتعلم.
5-التنوع في الاستراتيجيات؛ لما لها من دور في توصيل المعلومة بشكل سهل ووقت أسرع.