2014
Adsense
مقالات صحفية

الحملة الفارسية الثانية على عمان عام 1738 م

أحمد بن علي المقبالي

الجزء الثاني والأربعون:-
تطرقنا إلى المعلومات الواردة عن الحملة الفارسية الأولى على عمان عام 1737م

الجزء الثالث والأربعون:-
مقالنا اليوم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن الحملة الفارسية الثانية على عمان.

في أعقاب فشل الحملة الفارسية الأولى وانسحابها من عمان في 19 يوليو عام 1737م وإخفاقها في تحقيق حلمها، وجه نادر شاه رسالة توبيخ شديدة اللهجة إلى تقي خان تتضمن ما يلي:-

1- تحميله المسؤولية الكاملة عن فشل الحملة.
2- اتهامه بعدم قيادة الجيش شخصيًا.
3- اعتباره حاكم على عمان وملحقاتها، لذا من واجباته قيادة الحملة شخصيًا.
4- يجب عليه استئناف العمليات العسكرية فورًا لإخضاع عمان للسيادة الفارسية.
5- إمهال تقي خان حتى عيد النيروز القادم في مارس 1738م لكي يتم المهمة.

– توجه تقي خان من شيراز إلى بندر عباس، وأخذ يجري استعدادات بحرية وبرية كبيرة جدًا لاستئناف العمليات العسكرية على عمان، وقد حاول تقي خان الحصول على مساعدة من الوكيل البريطاني والهولندي في بندر عباس ولكنهم اعتذروا منه.

– في يناير 1738م استولى الفرس بالقوة على جميع ترانكات الإنجليز والهولنديين الموجودة في بندر عباس لرفضهم المساعدة عن طيب خاطر.

– فشل الإمام سيف في القضاء على ثورة بلعرب بن حمير ضده، دفعه إلى طلب مساعدة الفرس مرة أخرى ولم يتعظ مما قاموا به من جرائم ضد مواطنيه في الحملة الأولى.

– أعد الفرس ستة آلاف جندي لغزو عمان مع وجود توتر شديد وكراهية بين تقي خان ولطيف خان نتيجة توبيخ نادر شاه لهم.

– في 30 يناير عام 1738م أبحرت الحملة من بندر عباس إلى رأس الخيمة، وعند وصولها للمدينة ارتبطت مع قوات سيف، وتم تنسيق الخطط بين الجانبين؛ فتحركت قواتهم برًا وبحرًا فاستولت القوات المتحالفة والزاحفة برًا على الظاهرة أولا ثم إلى بهلا التي سقطت في 14 مارس عام 1738م.

– في 21 مارس 1738م هاجمت القوات المتحالفة مدينة نزوى ودارت رحى معركة طاحنة بينها وبين قوات بلعرب بن حمير، انتصرت فيها القوات الفارسية. ورغم احتلالها المدينة إلا أنها لم تستطع احتلال القلعة رغم الحصار الشديد والقصف العنيف بالمدافع.

– ارتكبت القوات الفارسية مجازر رهيبة ضد السكان في مدينتي بهلا ونزوى ولم ينج منهما إلا من هرب، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد القتلى في المدينتين بلغ عشرة آلاف قتيل، وهذا يدل على حقد دفين، فلم يرحموا طفلًا أو شيخًا أو امرأة.

– في 13 أبريل 1738م تم احتلال إزكي وفرضت غرامات باهضة على السكان.

– في 21 أبريل 1738م تمت السيطرة على وادي سمائل، وكذلك تم احتلال مسقط، ولكن حصنا الجلالي والميراني صمدت ولم تسقط بيد القوات المهاجمة.

إن إصرار الفرس على احتلال قلعتي الجلالي والميراني رغم سيادة الإمام سيف عليهما، جعلته ينتبه مرة أخرى إلى ما يضمره الفرس له؛ فاتخذ الخطوات التالية:-

– فك الارتباط والتحالف مع القوات الفارسية.
– انضم بقواته إلى خصمه بلعرب، وقام بإجراء مفاوضات معه، وتم الاتفاق على ما يلي:-

1- تنازل بلعرب بن حمير عن ادعاءاته بالإمامة.
2- نبذ جميع أنواع الخلافات بينهما.
3- توحيد جهودهما في شتى المجالات لقتال الفرس وطردهم من عمان.

– في 26 يونيو 1738م وبعد حصار دام خمسة أسابيع انسحبت القوات الفارسية من مسقط وحاولت احتلال بركاء، إلا أن مقاومة القبائل هناك حالت بينهم وبين تحقيق مرادهم.

– دب خلاف شديد بين قائد القوات البرية تقي خان وقائد القوات البرية لطيف خان بسبب فشل القوات الفارسية في احتلال مسقط وبركاء؛ وقد أدى هذا الخلاف إلى قيام تقي خان بدس السم في طعام لطيف خان، انتهى بموته وأصبح هو قائد القوات البرية والبحرية.

– حاصرت القوات الفارسية مدينة صحار ولكن واليها أحمد بن سعيد البوسعيدي حرمهم من مجرد الاقتراب من أسوار المدينة، وفي هذه الأثناء قامت القبائل العمانية بمهاجمة القوات الفارسية في بهلا، فأنزلوا بها كارثة كبيرة فقد قتل معظم أفرادها، ومن بقي على قيد الحياة اضطر للاستسلام.

– قتل من القوات الفارسية في هذه المعارك حتى حصار صحار حوالي ألف جندي، كما مات عدد آخر نتيجة الجوع والأمراض.

– بعث تقي خان برسالة مستعجلة إلى الوكيل البريطاني في بندر عباس يرجوه بتقديم مساعدة مستعجلة له، ولكن الأخير رفض ذلك حفاظًا على العلاقات الحسنة مع العمانيين.

– بعد أن وجد نفسه في وضع حرج ومرتبك، اضطر تقي خان إلى سحب قواته نحو رأس الخيمة التي ترك فيها حامية فارسية، وفي أواخر يوليو 1738م وصلت القوات الفارسية المنسحبة إلى بندر عباس.

أسباب فشل الحملة الفارسية الثانية:

– من المعروف أن الفرس أمة تكره ركوب البحر وليس لديهم أية خبرة في هذا المجال؛ لذلك لجئوا إلى القبائل العربية القاطنة على جانبي الخليج لاستثمار خبراتهم في الأسطول الفارسي، سواء كان بالإكراه أو بالإغراء المادي، وبالفعل نجحت خطة نادر شاه رغم عدم شعور هؤلاء العرب بالانتماء أو الولاء للفرس، فهم مختلفون عنصرًا ومذهبا كما يقول بالكريف.

– أصبح قادة سفن الأسطول الفارسي كلهم من العرب الذين كان لهم الدور الرئيس في فشل الحملة الفارسية الثانية؛ وذلك بقطع التموين عن القوات الفارسية في عمان نتيجة الثورة التي قاموا به.

وبهذا يمكن إيجاز الأسباب التي أدت إلى ثورة البحارة العرب بما يلي:-

1- المجازر الرهيبة التي قام بها الفرس ضد أبناء عمومتهم في عمان.
2- تعامل الفرس معهم بغطرسة وفوقية وعنصرية؛ مما أثار فيهم الحمية العربية.
3- نقص وشح المواد التموينية المخصصة لهم.
4- التأخر في دفع مرتباتهم.

وبهذه الأسباب أدت إلى النتائج التالية:-

1- استيلاء العرب على المواد التموينية التي في سفنهم.
2- التوجه بالسفن إلى عرض البحر.
3- قطع خطوط الإمداد عن تقي خان وقواته في عمان.
4- انسحاب القوات الفارسية من عمان.
5- انقطاع التموين عن الحاميات الفارسية في رأس الخيمة والبحرين.
6- شن هجمات انتقامية على الحاميات الفارسية في جزيرتي قشم وباسيدو.
7- استعادة الشيخ جبارة لحكم البحرين في عام 1738م.
8- سيطرة شبه كاملة للثوار على مياه الخليج العربي.
9- لجوء الفرس إلى السفن الإنجليزية لإيصال التموين لحامياتهم، ولكن هؤلاء تلقوا تحذيرات شديدة اللهجة من البحارة العرب فكفوا عن ذلك.

ولكن وللأسف الشديد وقعت خلافات بين الثوار؛ مما سهل على الفرس مهاجمتهم واستعادة معظم السفن التي في حوزتهم، وذلك في يناير عام 1739م.

مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن الأسباب التي أدت إلى تأجيل الحملة الفارسية الثالثة على عمان.

المصدر:-
– عمان وسياسة نادر شاه التوسعية.
المؤلف:-
عدنان الزبيدي

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights