2014
Adsense
مقالات صحفية

كن نفسك ولا تكن غير ذلك

أحمد بن موسى بن محمد البلوشي

ما نلاحظه في حلقات النقاش العامة بين الجمهور، وفي وسائل التواصل الاجتماعي من بعض المغردين والمتابعين بأن البعض ينسف شخصيته ويتجاهلها، كيف ذلك؟، عندما تُطرح قضية مجتمعية معينة للنقاش أو سلوك معين منتشر حاليًا بين الشباب في وسائل التواصل الاجتماعي ترى البعض وربما الأغلبية منهم يتبعون تغريدة أو رأي وقول من سبقهم في التعليق، وخاصة إذا كان الشخص المغرد مشهورًا أو معروفا بالمجتمع، فإذا كانت تغريدته أو رأيه سلبيًا حول ما طُرح ترى البقية بنفس الرأي ونفس التأكيد دون أن يطرحوا رأيهم الشخصي، وكأنهم يقولون للآخرين ” نحن لا نمتلك شخصية”. ليس شرطا بأن توافق على كل ما يطرحه الآخرين؛ فوجهات النظر تختلف من شخص لشخص حسب أفكاره ومعتقداته ونظرته للموضوع، ولست مجبرًا بأن تكون متسمًا بالسلبية في كل ما يُطرح. وكما يقال: ” في كل مرة توافق فيها على شيء لم تُكن تُريد الموافقة عليه فإنك ستقتُل جزءًا من شخصيتك”، نعم كن كما أنت، وكما تريد، وليس كما يريده منك الآخرين، ولا تجعل من أحد يوجهك كما هو يُريد، ولا تقلد أحدًا في القول والفعل، بل كن فردًا متفردًا برأيك وفعلك وأسلوبك وقناعاتك فأنت شخص لك شخصيتك، وهم لهم شخصياتهم، ولابد بأن تتبنى قاعدة مهمة في حياتك وهي: ” بأنك شخصًا ليس مثله شبيه”، أما الآخرين فيمكن أن نستفيد من طرحهم وخبراتهم ومعلوماتهم فقط، فهذه الخبرات والتجارب تنمّي من شخصيتك وتصقلها.

يُقسم الباحثين الناس لفئات مختلفة من حيث تعاملهم مع الأحداث فمنهم من يصنع الحدث، ومنهم من يتأثر به، ومنهم من يؤثر فيه، ومنهم لا يعلمون ما يحدث، فهل تعلم عزيزي القارئ موقعك منهم؟، شخصيتك هي التي تحدد موقعك بينهم، فشخصيتك تؤثر وبقوة على مجريات حياتك ونجاحك فيها، فشخصيتك المستقلة والقوية تجعل منك شخصًا يعبر عن آرائه ومعتقداته بقوة، شخصًا يتحدث بثقة، ويقول ما يُريد هو ولا ما يُريد الآخرون، شخصًا يصنع الحدث ويؤثر ويتأثر به، ولا يتقبل من أي شخص آخر أن يُملي عليهم رأيه ووجهة نظره، ولا تكن من الذين لا يعلمون ما يحدث ولا يدركون الموقف وجوانبه المختلفة، فقط تردد قال فلان وكتب فلان، فلان ليس أنت فلان له شخصية مختلفة عنك، طرحه رأيه وموقفه بناء على شخصيته هو وليس أنت.

وكن عزيزي القارئ كما أنت، ولا تقل ما يقولون، ولا تكتب ما يكتبون، فالشخصية المستقلة تكسبك الكثير من الأشياء الجميلة وأولها نفسك، وكن على يقين تام بأن فهم الأشياء يختلف بين البشر، فالأشياء التي تفهمها أنت غيرك يفهمها بصورة مختلفة، وتأكد جليًا بأن شخصيتك ليست شخصيتهم، واجعل لنفسك بصمة في كل مكان تتواجد فيه، يقول شكسبير: “كن كما أنت لا كما يفضلون، وليتقبلك من يتقبلك وليرفضك من يرفضك”.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights