2024
Adsense
قصص وروايات

حالٌ لا يخفى

جنان بنت محمد العريمية

سرتُ صامتًا بين زوايا الشوارع، تعجّبتُ ليس لما يُقال، ولكن لتكرارِ المقال عند كلّ نافذةٍ أمرّ بها! أو حالُ الجميع تشابه؟!
عندَ أولِ منزلٍ اتكأتُ على جداره، رمقني طفلٌ بنظرةٍ مكسورة غريبة، لم أفهمْ داخلها، تجرأ وقال: هلّ حقًّا أحلامُ الأطفال ليست سوى سراب؟

ومن قال لك هذا؟ (سألته). أجاب بترددٍ: والدي قد قال.
بعد فترةٍ من صمتٍ قطعهُ كلام الصبي: عليَّ أن أهجرَ بلدتي، وأتحررُ من سجن الطموح المدفون كيّ أصيرَ ذاتي. هذا كلامُ والدي أيضًا.
لم أسأله عن شيء وأكملت المسير.
على بُعد مسافةٍ لم تكن طويلة، صُراخٌ شدّني يقول: لمَ علينا السُكوت؟ أنُرغمُ بالخضوع ويُسلبُ حقُّنا؟ أليسَ فينا من يعودُ بماضينا؟
أجبتُ في داخلي هذه المرّة: الماضي في التُراب، والحاضرُ يخنقنا في السرداب.
امرأةٌ طاعنةٌ في السنّ استوقفتني تطلبُ أن أقرأ لها ما تحمله الورقة في ظرفٍ مختوم طُبع اسمها عليه. أخبرتها: يا سيدتي هذا حساب استهلاك معيشتك، ضحكت بسخرية، فقالت: قريبًا سيكون للهواء ثمن يا بُني. فذهبت حيثُ لم أرَ إلى أين.
كتبتُ هُنا عن حالٍ لا يخفى على أحد، شيء صغيرٌ من واقعٍ أشد، الجميعُ مُهدد، وعاشوا في ظلامِ الكبَد، وأنا لستُ سوى جسد، يمضي ويرصد.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights