وفاة خطّاط ديوان البلاط السلطاني الشيخ هلال الرواحي
سعيد بن خميس الهنداسي
طالعتنا وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة يوم الأثنين الموافق ٩ مايو ٢٠٢٢م، عن خبر وفاة الشيخ هلال بن سالم الرواحي -رحمة الله عليه- والذي يُعد أحد الكوادر العمانية الموهوبة قل الزمان أن يجود بمثله، يذكر أنه ولد في زنجبار في عام 1925م، ونشأ فيها وترعرع ودرس.
أَحَبَّ الخط العربي الذي نزل به القرآن الكريم، وصارت الخطوط عشقه منذ الصغر، حيث عكف على إحياء هذا التراث الرائع، وقد عمل بصمت في بداية حياته؛ لانه كان بعيدا عن الأضواء والشهرة، إلا أن للخط العربي سحره وجماله وجاذبيته، يستوقف الناظر، ويثير الدهشة والإعجاب، فسرعان ما ذاع صيته وبرزت جودة عمله في بداية حياته، فعمل بوظيفة خطّاط في ديوان زنجبار، ثم خطّاط في البحرين لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة، وبعد ذلك عمل في ديوان البلاط السلطاني بوظيفة خطّاط، ثم تدرج حتى صار الخطّاط الخاص للمغفور له بإذن الله السلطان قابوس -طيب الله ثراه- وقد لُقِّب بـ “شيخ الخطّاطين”، حيث كان يخط بأنامله المبدعة على الأوسمة، والخطابات، والرسائل، والطغرائية السلطانية لجلالة السلطان، وأوراق اعتماد السفراء، وعلى جدران الجوامع والمساجد، كجامع السلطان قابوس الأكبر، وجامع الزلفى، وهو الذي كتب بخط يده على الطائرة الخاصة لجلالة السلطان “ادخلوها بسلام آمنين”، وخط بعض الشعارات الرسمية مثل شعاري مجلس الدولة وشرطة عمان السلطانية، وفي عام 1991م منحه السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- وسام التكريم من الدرجة الثالثة تقديرًا له.
فهل يا ترى عن قريب سنرى خطّاطا مبدعا بحجم الخطّاط المبدع الراحل الشيخ هلال الرواحي؟ الذي جعل موهبته تتكلم في اللوحة من خلال رشاقة الخط، وتناسق سطوره ومدّاته وحركاته، وتلمسنا قدرته في إتقان مهنته، حيث جعل من الحروف العربية لوحة فنية يقف أمامها المشاهد مبهوتاً يفكر في دقة الكتابة، وروعة القصبة، وعبقرية الخطّاط في صناعة لوحة فنية من الحروف العربية، وكيف يصنع منها لوحات كثيرة، كل واحدة منها تحكي براعته في صناعة تلك التحف التي يعجز عن مثلها النحّات، والمصوِّر، والمغنِّي، والكاتب وغيرهم من المبدعين.