خريف ورق….
مريم الشكيلية / سلطنة عُمان…
سيدي لا أعلم كيف أغرس هذه السطور الجافة ببذور حرف…
مع حلول فصل الخريف أشعر بأنني أدور حول مدارك.. سيدي يشعرني هذا الفصل والذي أسميه فصل التقلبات أنني كورقة صفراء على وشك السقوط من ذاك الغصن المتأرجح…
لا أعلم، هل حقا أنني أشبه تقلبات الفصول الأربعة وأن في داخلي فصلا خامسا يغير تواقيت الوقت وكل شي يبدو كطقسٍ عاصفٍ مقلوب…؟!
أود أن أنسحب من كلّ الأشياء التي تجعلني بهذا الضعف وهذا الركود الذي ينخر عظامي…
ولو أنني أعود كما كنت بثوب فضفاض بسيط، وربطة شعر بيضاء، وبعض السكاكر أحشو جيوبي بها…
سيدي مر وقت طويل دون أن أستنشق الفرح بأن أجلس على أرجوحتي وهي تلوح بي في فضاءات الحلم…
مر وقت طويل دون أن أكتب لك بضع كلمات على زجاج نافذة، وأخط بلغتي قطرات الندى الصباحي وببراءة أنثى أخرج رأسي من شباك النافذة وهي تمطر وتمطر…
هذه أول مرة أبتعد فيها عن الورق وظل حرفي ينعكس على سطري دون أن أحدث ضجيجاً بصرير قلمي..
هذه أول مرة أشعر بأنني أفتقد بعْثرات أبجديتي بعد أن كنتُ أمطر الصفحات بوابلٍ من الكلمات…