فيتنام نمر آسيوي قادم بقوة… سلطنة عُمان وجمهورية فيتنام نحو تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات
كتب : إسحاق الحارثي
نجحت سلطنة عمان في استقطاب الاستثمارات الأجنبية والذي يفوق ٤٠٠ مليار دولار أمريكي، الذي جعل منها وجهة استثمارية قادمة وبقوة تتهاتف عليها مختلف دول العالم، وتعد أكبر الدول المستثمرة في فيتنام جمهورية كوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة والولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي. ويعزي ذلك لأسباب عدة أهمها وجود البيئة الخصبة المناسبة وتسهيل كافة عوامل نجاح إستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية بدون قيود وشروط، وتكفل فيتنام بتوفير الأيادي العاملة الماهرة المدربة الرخيصة، التي تسهل للمستثمر من تحقيق غاية الاستثمار، وهو تحقيق الربح.
علاقة متينة تربط السلطنة بفيتنام
تربط سلطنة عُمان وجمهورية فيتنام الاشتراكية بعلاقات متينة وقوية منذ الإعلان عن اقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في ٩ يونيو عام ١٩٩٢م يسعى من خلالها البلدين في تعزير وتوطيد سبل وأطر التعاون المشترك في ما بينها في عدة المجالات وسوف يحتفل البلدين خلال الصيف القادم بمرور ٣٠ سنة على اقامة تلك العلاقات
وفي هذا الإطار يقول سعادة صالح بن محمد الصقري سفير سلطنة عمان المعتمد لدى الجمهورية الفيتنامية انه وبحمد الله العمل متواصل من خلال التباحث والتشاور والاجتماعات المشتركة بين البلدين حيث تلعب سفارة سلطنة عمان في هانوي دور كبير في تهيئة البيئة المناسبة لتفعيل مجالات التعاون بين البلدين على أساس المصالح المشتركة والمتبادلة والتي تخدم كلا البلدين عن طريق عدة آليات التعاون الرئيسية في جوانب عدة أهمها اللجنة العمانية الفيتناميية المشتركة للتعاون الاقتصادي برئاسة وزارة التجارة والصناعة وترويج الإستثمار من الجانب العماني ووجود فريق المشاورات السياسة على مستوى وكيلي وزارة الخارجية في البلدين كذلك وجود مجلس لرجال الأعمال من الجانبين والذي من المتوقع مستقبلا ان يكون له الدور الكبير والفعال في تنمية العلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين بالإضافة لوجود الشركة العمانية الفيتناميية للإستثمار المشترك تعنى بالجانب الاستثماري وقد حققت نتائج جيدة في استثماراتها اضافة الى التعاون التجاري بين البلدين والذي نمى بحوالي ١٢٢% من اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين حيث بلغ حجم التبادل التجاري ما يقارب ٢٠٠ مليون ريال عماني.
كما توجد اتفاقيات لتشجيع وحماية الاستثمار واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية لتنظيم الخدمات الجوية بين البلدين كما وقع البلدين في ٢٨ أبريل الماضي على اتفاقية الاعفاء المتبادل من التاشيرات لحملة الجوازات الدبلوماسية والخاصة والخدمة والرسمية
وبدون شك هذا كله يعمل على تعزيز التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية وتشجع الإستثمار المتبادل المباشر بين البلدين مما يفتح آفاق رحبه من التعاون بين البلدين مستقبلا وان تنويع سلة الإستثمار مع مختلف الدول يعد في وقتنا هذا مطلب ملح وضروري لما يشكل من تجنب مخاوف عديدة على سبيل المثال
النزاع التجاري بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين والحرب الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا لذلك تنويع مصادر الإتفاقيات مع عدة دول أمر في غاية الأهمية وعدم الإعتماد على دول معينة فقط.
اما من جانب الواردات والصادرات فقد منحت موافقة الى ٦ شركات عمانية لتصدير اسماكها الى السوق الفيتنامي وهناك شركات عمانية آخرى تصدر الرخام والميثالين للسوق الفيتنامي
فيما تصدر فيتنام للسوق العماني مختلف الأجهزة الكهربائية والاكترونية وشاشات التلفاز والحواسب الآلية ومختلف أجهزة الهواتف النقالة والملابس الرياضية التي تعد سلعة رائجة في فيتنام بالإضافة إلى المواد الزراعة ومشتقاتها وتصل تلك الصادرات عبر المواني العالمية على أمل ان يتم الربط الجوي والبحري المباشر بين البلدين وهذا الجانب مهم لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية لبين البلدين.
وتطرق سعادته عن الجانب السياحي في فيتنام وإقبال المواطنين العمانيين لزيارة فيتنام حيث يقول : أن إقبال المواطنين العمانيين للسياحة في فيتنام بدأ يسجل زيادة ملحوظه لولا ظروف كورونا ومن المتوقع أن يكون هناك إقبال على زيارة فيتنام من قبل العمانيين بشكل جيد لما تتمتع به هذه البلاد بمقومات سياحية الغنية عن التعريف بطبيعتها الخلابة.