عندَ المغيبِ تزاحمتْ مِنِّي مُنَى
مياء الصوافية
رمضانُ يا حضنَ الفؤادِ لمرتعٍ
يَهْفُو يقيمُ بظلِهِ نَشْوَانا
قدْ لحتَ نجماً في سماءٍ زَانَها
نورٌ وكنتَ النورَ والإحسانا
لله ما أندى الفؤاد بمقدمٍ !
بُشرى تُجاوبُها القلوبُ جِنَانَا
ما بين دوحاتِ التُّقى مُتنقلا
تجري تسابقُ في رضا أزْمانا
كمْ من قلوبٍ كنتَ أُنسَ جَلِيْسِها !
أرْخَى عليها ليلكَ اطمئنانا
من فضلِ نجْواكَ الشَّفيفِ بِحُسْنِهِ
طهرَتْ قلوبٌ فارتقتْ إِذْعَانا
طافَ السلامُ أنارَ منها ظلمةً
للنفسِ حتى زَادها نُورانا
وتناولَ الروحَ الشفيفةَ حينَها
تسمو يقيناً تعبدُ الرحمنَا
في سجدةٍ عَزَّ التَّذللُ جَبْهَةً
بخضوعِها تَتَشَرَّبُ الرضوانَا
قرآنُك الشَّافي يصاحبُ أدْمُعِي
كم كنتُ قبلك حائرا نسْيَانا!
آيٌ من القرآن نورُ بَصِيرتِي
حيثُ المثاني أشتهي الغفرانا
قلبٌ يرقُ بآيهِ وسجودِهِ
حتى يشفَّ بروعِه إيمانا
في ليلةِ الأنوارِ ترجفُ أضْلُعِي
تدعو الإلهَ الواحدَ المنانَا
ما ضرني أني أجاهدُ أنفساً
ما بينَ صومٍ زادنِي إحسانا
جاهدتُ نفسي واللسانُ معاهدٌ
القولُ صدقٌ يزدرِي بُهْتانا
عند المغيبِ تزاحمتْ مِنِّي مُنَى
بابُ الكريمِ ملبياً نادانا
من رفرفٍ خُضْرٍ تطوقُ نفوسُنا
وإلى الجنانِ قطوفُها مَسْعَانا
ثمَّ الصلاةُ على النبيِّ محمدٍ
ما أشرقتْ شمسٌ على دنيانا
ما غردَ الطيرُ الشجيُّ مُسَبِّحا
ما دمعُ ذكرى ودَّعَتْ رمضانَا