” الطبيب الإنسان” المغفور له – بإذن الله – الدكتور / عبد العزيز الفارسي … تجسيد للإنسانية في أسمىٰ معانيها
صلاح بن سعيد المعلم العبري
إعلامي – عضو جمعية الصحفيين العُمانية
يقول الحقُ تبارك وتعالىٰ في مُحكم التنزيل:{ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } .( يونس:26).
رحل عن عالمنا منذ أيام الدكتور والأديب العزيز على قلوبنا الدكتور/ عبد العزيز بن محمد الفارسي (طبيب استشاري أول ورئيس قسم أورام الكبار بالمستشفى السلطاني).. وبداية سوف أعرج على الجانب الطبي في حياة فقيدنا العزيز، كونه كذلك أديباً ومثقفاً له العديد من الإصدارات الأدبية.
لقد سخر -رحمه الله- جهده ووقته في رعاية مرضاه والعناية بهم ورعايتهم بالصورة التي انعكست على رثائهم له بدموع الحزن، لقد كان الدكتور/ عبد العزيز شخصية متواضعة لله تعالى، وهو يدرك جيداً أن شفاء المريض يرجع وقبل كل شيء إلى توفيق الله عز وجل، وأن الطبيب المعالج مهما كانت درجته العلمية ومؤهلاته ما هو إلا بشر تجري على يديه مشيئة الله الشافي المعافي. لكن تزين الدكتور الراحل بزينة التواضع، وهي خُلق المؤمن التقي النقي الصالح، فزاده رفعة وعزة ومحبة “فطوبىٰ لمن كان التواضع سمة من سمات حياته”. ولكون هذا الشخصية تميزت بهذا النُبل من الأخلاق الفاضلة؛ فقد اكتسب صالح الدعاء، وميل القلوب إليه.
فوداعًا أيها الطبيب الإنسان، أيها الطبيب الخلوق، أيها الطبيب المتواضع، أيها الطبيب الكريم، أيها الطبيب المبتسم، أيها الطبيب الرحوم بعد رحمة الرحمٰن الرحيم. لقد جسدت مفهوم الإنسانية في أسمىٰ معانيها وأنبلها.
بهذه العبارات الشامخة والوصوف العظيمة يبكيك مرضاك وأقاربهم من مختلف محافظات سلطنة عُمان، يبكيك المستشفى السلطاني بأروقته، يبكيك زملاء المهنة وزميلاتها من الكوادر الطبية والطبية المساعدة والإداريين وجميع الموظفين.
الدكتور العزيز/ عبد العزيز الفارسي.. شخصية كسبت محبة الجميع، وهذا معيار لمحبة الله -عز وجل- لهذا الرجل القدير، فإن الله تعالى إذا أحب عبداً حبب فيه خلقه. فطوبىٰ لك أيها العزيز هذه المحبة. فوداعاً أيها الأديب الراقي المتفرد وداعاً عبد العزيز الفارسي، كانت إقامتك بيننا قصيرة، لكنها كانت رائعة، رائعة بمعنى الإنسانية ومفهومها وجوانبها وأوجهها.
إن وفاة الدكتور/ عبد العزيز الفارسي خلّفت حسرة كبيرة في قلوب محبّيه من الأطباء والأدباء والقرّاء. فكان غيابه فقداناً لقامة عريقة أثبتت ذاتها في الطّب، كمهنة إنسانية نبيلة وسامية، فتربعت بأخلاقك الفاضلة وسماحة نفسك قلوب مرضاك وأحبائك.
وفي مجال الأدب الفريد استطاع -رحمه الله- أن يجذب القراء من مختلف أنحاء الوطن العربي من خلال كتاباته المميزة، فقد بدأ رحلته الروائية في العام 1998، ليحصل بعدها على الإشادات والجوائز. لم يمنعه حبه للكتابة من إكمال دراسته، ليصبح استشاريا أول ورئيس وحدة أورام البالغين في المستشفى السلطاني، كما شغل منصب عضو في الاتحاد العالمي لمكافحة السرطان.
واستطاع الدكتور عبد العزيز الفارسي خلال حياته كتابة العديد من القصص والروايات ذات أسلوب استثنائي ماتع وفريد .
خاتمة القول: اللهُمّ اغفر لعبدك عبد العزيز بن محمد الفارسي، اللهُمّ اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهُمّ واجعل ما قدمه من خير، وما أسداه من خدمات في موازين حسناته يوم توفَّى كلُ نفس ما كسبت، والحمد لله ربِ العالمين.