2024
Adsense
مقالات صحفية

عُماننا أمانة سنُسألُ عنها

صلاح بن سعيد المعلم العبري
إعلامي – عضو جمعية الصحفيين العُمانية

أبدأ مقالي هذا بالثناء على الله سبحانه، والشكر له على ما أفاض من نعيمٍ وأمانٍ على عُماننا الغالية، التي يرفرف علمها الشامخ خفاقاً في العهد الميمون لنهضتها المتجددة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان، هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه.

الوطن هو الحضنُ الدافئ الذي يحوي تحت مظلته أبناءه وبناته، في البدو والحضر والمدينة والسهل والوادي. الوطن هو الحياة وهو الاطمئنان والراحة والسكينة.

وقُدوتنا الأجل والأسمى في محبة الوطن هو سيدنا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، فعندما أُجبر -صلوات ربي وسلامه عليه- على الخروج من مكة المكرمة مع أنها أحب البلاد إليه قال صلى الله عليه وسلم:(واللهِ إنك لخيرُ أرضِ اللهِ وأحبُّ البلادِ إلى اللهِ ولولا أني أُخرجتُ منك ما خرجتُ). أخرجه النسائي(4254).
هنا تكمن المعاني السامية لمحبة الأوطان، فمهما تغرب الفرد منا عن وطنه، ومهما أبعدته ظروف الحياة هو وطنه، فسيبقى قلبه دائماً معلقاً بوطنه، كيف لا والوطن هو الأم، ومحبةُ الأوطان فطرة فطر الله تعالى الإنسان الوطني المخلص الأمين عليها.

المرء مجبول على حُب وطنه، ومرتع صباه؛ حيث نما وترعر فيه الأباء والأجداد، فللوطن الغالي عُمان الولاء والانتماء ولسلطانه الماجد صادق الدعاء. فالإنسان سواء في مهد طفولته أو في تعاقب سنين حياته مُتعلق بأرضه حُباً وحنيناً، ولاءً وانتماءً؛ لكون العلاقة التي تربطه بوطنه هي علاقة مع التراب ومع الأرض والسماء، وله في وطنه ذكريات وذكريات، فطوبى ثم طوبى لمن له قلبٌ ملؤه الإخلاص والوفاء والانتماء للوطن؛ حيث تسمو بذلك كل القيم والمعاني الإنسانية التي لا يشوبها أدنى شك مهما تعاقبت السنين.

إن محبة الأوطان والتضحية من أجلها، وغرس قيم الولاء والوفاء والانتماء للوطن أمرٌ مشروع، وهذا كله يتجلى في المحافظة على أمنه وسلامته، وأداء المهام الوظيفية التي تُسهم في تقدمه بكل أمانة وإخلاص وعزيمة وإصرار، بجانب كل ذلك الولاء لقيادته، والتي تعد بحد ذاتها واجبا شرعيا. فحريٌ بنا رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً أن نسخر جهدنا في الحفاظ على صروح المجد في ربوع وطننا، وأن نُسهم في بنائه في كل ميدان من ميادين العمل، وأن ندرك جيداً أن الأوطان لا تقوم إلا بسواعد أبنائها المخلصين الأوفياء، من أجل حاضر سعيد ومستقبلٍ مشرق لفلذات أكبادنا؛ لذا من الواجبات الملقاة على الآباء والأمهات أن يحبِّبوا أبناءهم في الوطن، وأن يغرسوا فيهم قيم الولاء والانتماء جيلاً بعد جيل .

حفظ الله تعالى عُماننا الغالية آمنة مطمئنة يأتيها رزقُها رغداً بإذن ربها، وحفظ الله تعالى قائدها الأمين ورمز عزتها حضرة صاحب الجلالة السلطان، هيثم بن طارق المعظم وأمده بعونه وتوفيقه. وليتواصل ركب الإنجازات ولتتواصل مسيرة المكتسبات في ربوع وطني تحفها عناية الله وعزيمة الأمناء المخلصين من أبناء وطني في كل ميدان من ميادين البناء والعطاء خدمة لعُمان الوطن والإنسان .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights