2024
Adsense
مقالات صحفية

اغتنم وقتك في رمضان

بدرية بنت حمد السيابية

بعد أيام قليلة سيزورنا ضيف من ضيوف الرحمن، يطلّ علينا بعد غياب سنة، وهو يحمل إلينا تباشير الخير والمحبة، إنه رمضان المبارك، الكبير والصغير ينتظره بشوق وحبّ ليعانق قلوبهم بطاعة الله عز وجل، له رائحة مميزة، وله وقت يختلف عن الأوقات العادية، تدمع العين له ويهلّ القلب فرحاً بقدومه ونحن بأتمِّ العافية والصحة، يحمل بين طيّاته ذكريات وأيام لا تخلو من ذكراها بين مجالسنا وأحاديثنا الجميلة عنه، وكأنه شخص نراه فتسعد قلوبنا به.

يقول تعالى في كتابه العزيز:
“يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾البقرة.

شهر رمضان المبارك شهر العطاء، شهرٌ تُستجاب به الدعوات المعلقة في قلوبنا، فندعو الله أن يتقبل أعمالنا. ستقام صلاة التراويح بعد توقفٍ دام عامين وذلك لانتشار مرض كوفيد 19 في العالم أجمع، وينتابنا شعور الفرح بقرارات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات عن انتشار كوفيد 19.

لقد وردَ ذكره – شهر رمضان- في القرآنِ الكريمِ في قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)- [من آية ١٨٥ سورة البقرة]، فعلينا أن نغتنم الوقت فيه ونكثر من قراءة القرآن الكريم.

ولكن في بعض الأحيان يفقد الصائم قدرته على الاستمتاع بشهر رمضان وأداء طقوسهِ الدينيّة الرائعة نتيجة اتّباعهِ بعض العادات الخاطئة التي تجعله يشعر بالتعب والإرهاق والتوتر النفسي، وتؤثر بشكلٍ كبير على صحّتهِ النفسيّة والجسديّة، وتصيبه بالتعب وضعف الدورة الدمويّة.

ومن العادات السيئة التي ينبغي للمسلم التخلص منها:
السهر والنوم في نهار رمضان، والانشغال بإعداد الأطعمة، وإضاعة الوقت بسماع البرامج والمسلسلات التلفزيونية والألعاب، وتأخير الإفطار بلا عذر، فضلًا عن العصبية الزائدة، فهنا أنت ذا تبذل جهدًا مضاعفًا، ولكن للأسف الشديد سيكون هناك مضيعة للوقت وعدم الانتفاع به.
فاحرص أيها المقبل على الصيام كل الحرص على اتباع سلوكيات إيجابية ولا تضيّع وقتك على أشياء تزيد من سوء استغلال الوقت.

هناك أيضاً ظاهرة لبس “بجامة نوم” للرجال، والغريب في الأمر عند ذهابك لزيارة صديق أو قريب فإنك ستختار أفضل وأجمل الملابس من حيث الألوان والتنسيق، وتضع أجمل العطور والبخور، ولكن عند الذهاب للصلاة ومقابلة ربك للأسف، فالبعض يلبس ملابس غير نظيفة، وغير مرتبة ويختصر الموضوع بلبس البجامة.

من جانب آخر فإن الإسراف في إعداد كميات كثيرة من أصناف الطعام، فلماذا هذا الاسراف والتبذير؟
اعتدل، ولا تنسى أنّ الله لا يحب المسرفين {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }-[الأعراف: 31].

لنجعل أيامنا كلها نفحات إيمانية، لنعيش أجواء هذا الشهر المبارك، ولنخلص النية الصالحة للصوم، ولا ننسى أن نزرع في قلوب أبنائنا الصغار حبّ الصوم، وأن نغتنم هذا الشهر في تلاوة القرآن الكريم، ونحكي قصص الأنبياء، وطرح بعض المواقف التي حدثت في هذا الشهر، ونعلمهم التسامح والصدقة والصدق.
وكل عام وأنتم بخير.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights