عالم تويتر
عمر الفهدي
يعتبر برنامج تويتر من أهم برامج التواصل الاجتماعي وأكثرها استخدما ، وذكرت صحيفة الاقتصاد الامريكي أن عدد مستخدمي تويتر على المستوى العالمي بلغ 14 مليون شخص . وهناك كثير من المواطنين العمانيين يستخدمون تويتر أيضاً .
ومن هنا تأخذنا الأرقام السابقة الذكر إلى البحث عن أسباب اللجوء المتزايد لتويتر والكشف عن مميزات هذا البرنامج .
يعمل تويتر بنظام التغريدات ، والتغريدة عبارة عن رسالة قصيرة تُحدد بعدد معين من الحروف يمكن إرسالها ومشاركتها لدى عدد كبير من الأشخاص ، ويتيح تويتر عرض محتوى التغريدة على المختصين والمسؤولين وأصحاب الرأي ومن يهمهم موضوع التغريدة ، فنجد إعجاباً أو إعادة ارسال المحتوى أو التعليق .
الثلاثة ردود المختلفة تجعل البرنامج محرك أساسي في كثير من القضايا التي تهم الرأي العام .
ومع تعدد زوايا البرنامج المختلفة أصبح يؤثر إيجاباً أو سلباً على قضايا الوطن العربي والعالم أجمع ، وعلى مستويات عدة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو فكرية ومعرفية .
وتُشكل منصة تويتر ملجأ للعموم من الجمهور للتنفيس عما يدور في دواخلهم من رأي واعتراض ونقد حول العديد من القضايا وبالتحديد ما تمس احتياجاتهم الخاصة ، ويعود ذلك كما ذكرت سابقا أن تويتر أسرع طريقة للحديث مباشرة مع المسؤول وصاحب القضية.
وتتمركز نخبة المثقفين والمتعلمين في دائرة هذا البرنامج ، ولهذا فهو الصوت الثقافي الاجتماعي لما يحتويه من أندية ثقافية وحسابات شخصية لكُتاب وأدباء ومجموعات شبابية واعدة ، ونُخب تطوعية كثيرة ، ويقدم تويتر فرصاً تنموية عديدة .
ويساعد تويتر على تسريع آلية التفاعل بين الجمهور والوسائل الاعلامية .
فالقرية الكونية أتاحت الحصول على الخبر العالمي والمحلي بأسرع طرق دون الحاجة لشراء صحف ورقية أو مشاهدة برامج إخبارية ، كما أن تويتر يفتح باب النقاشات العديدة حول الاخبار اليومية .
من ناحية أخرى تتناول وسائل الاعلام بعض التغريدات الهامة ، وهذا ناتج عن تطور المستوى الثقافي والمعرفي لدى المغردين ، وبتالي فإن العملية تبادلية بين متابع مهتم ووسيلة واعية للنقاش والتحاور مع الجمهور .
ويعمل تويتر كسوق حر مفتوح يتنافس فيه أصحاب الاعمال حول كيفية كسب جمهور في مجال البيع والشراء وتبادل البضائع ، مما يحقق عوائد ربحية أكثر . ويخدم البرنامج أصحاب المشاريع في عرض محتوى مشروعاتهم .
ومن هنا أطرح السؤال التالي وأترك لك أيها القاريء حرية الإجاية ؟
كيف نرد فضل تويتر علينا بكل ما يقدمه لنا من جميل؟ وهل نرد الجميل بالإساءة ؟
يؤسفني أن أرى التجاوزات العديدة من عدد من المتابعين في الكتابة بصورة بشعة إما قذفا أو سبا أو إثارة الفتن .
والدخول في المهاترات السياسية والأمور الخارجة عن إطار القانون .
كما أن كثير من الأشخاص يتجاوزون مبدأ الخصوصية ويعرضون للعموم تفاصيل حياتهم كما لو أنهم لا يجدون ما يقولون ، فبرأيي الصمت هنا أفضل كرد حق لجميل تويتر .
وأخيرا:
أيها المغرد/ة أعرف ما تكتب ومتى تكتب وكيف تكتب وكيف تخدم الاخرين بما تكتبه واحذر من تطاول المواضيع الغير هادفة والتي تمس أمن الدولة وتهدد حياتك بالخطر ، وكن واعياً بنوعية الأشخاص المضافين لديك ، ومتى تتخلص من قبول صداقة أحدهم أو إنضمامك إلى مجموعة توتيرية .