مساحة خارج الوطن
بقلم : فاطمة بنت عبدالله بن علي الحماديه
جميل أن تمتلك العين المبصرة التي تعطيك حقيقة الوطن الجميل الذي تعيش فيه ، والأجمل أن يكون في هذه المساحة متسع لتجلب العين كل ما هو رائع ليكون جزء من هذا الوطن .
هذه هي عين الخارج عن حدود الوطن سواء كان مشواره للسياحة أم للدراسة أم للعلاج ، فهو يرى أن عينيه عدسة كاميرا تتمنى أن تنقل كل ما هو جميل ورائع حتى يتزين به الوطن ، فكم ناشدت غيمات السماء المحملة بالخير بأن تقبل أن أحملها معي في حقيبتي عندما كان الجو صيفا في بلدي الحبيب ، وكم خاطبت أوراق الشجر التي تدغدغها نسمات الهواء الباردة أن تسافر وتنتقل ببذورها لتنغرس في أرضي الحبيبة ، أما الطيور المتزينة بالألوان العجيبة فقد خاطبتها خطاب المحب لحبيبته بأن تذهب لتغرد هناك فسمفونية السلام في بلدي لن يعزفها إلا هذا الطير الذي يحمل بأجنحته الخير والاحساس بالسكينة .
كل ما رأته عيني حلمت به بأن يكون على شباك غرفتي في وطني الحبيب ، وكل جديد مبهر من تقدم وتطور حلمته هناك على أرض اللبان وبين أهلي ، فما أن ترى عيني شيءً إلا وأخذتني الغيرة وشعرت بأنني مكلف بأن أنقل هذا الإبهار لهناك وناشدني عقلي سألاً ألم يمر بهذا الشعور من سبقني لهذه البلدان ، وهل لهذه المشاعر مكان في قلوب من هم قادرين على نقل كل ما هو جديد لبلدي ، أنا تعجزني المقدرة والمادة لكنني على يقين بأن هناك من لديه هذه المقدرة لكنه ولا شك لا يملك البصيرة التي أرى بها هذه الأشياء ولا تحركه الغيرة التي تتسابق في داخلي حتى نصل لما وصلوا إليه .
هنا سأحدث العصافير لأنهم أقدر من البشر الذين لا تنبض قلوبهم بما ينبض به قلبي من حب وغيره لهذا الوطن ولعل الله يستجيب لأدعيتي المرسلة للسماء بأن يأتي يوم ترتسم الابتسامة فيه على شفاة كل من لا تساعده الظروف في السفر خارج مساحة الوطن وسأبقى أحمد الله على هذه المساحة التي حظيت بها .