تحت رعاية وزير الصحة انطلاق مبادرة (نحن معكم) لمرضى السكري
مسقط-النبأ
تصوير/ عبد الفتاح الغافري
دشنت الجمعية العمانية لمرضى السكري وبالتعاون مع المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء بوزارة الصحة صباح اليوم ( الأربعاء) مبادرة ( نحن معكم)، تحت رعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة، بحضور عدد من مسوؤلي الجمعية العمانية لمرضى السكري ووزارة الصحة، بالاضافة لمسؤولي الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وشركة تنمية نفط عمان، وذلك بالقاعة الرئيسية بديوان عام الوزارة.
يأتي إطلاق هذه المبادرة من قبل الجمعية للمساهمة في تحسين التحكم الجيد بالسكري لدى فئة الأطفال بما يجنبهم مضاعفات المرض، وذلك تعزيزا للجهود التي تبذلها وزارة الصحة من حيث توفير أجهزة قياس السكر في الدم عند المريض تعينه على المراقبة الذاتية لسكر الدم وبالتالي التحكم الجيد بالمرض.
تستهدف مبادرة ( نحن معكم) مرضى السكري بتوفير أجهزة قياس مستويات السكر بالدم لمرضى السكري من فئة الأطفال من أسر الضمان الإجتماعي، بهدف رفع الوعي العام لدى افراد المجتمع بضرورة الفحص المنتظم بالإضافة إلى التقليل من المخاطر المترتبة على إهمال مستويات السكر المرتفعة بالدم وبالتالي تقلل من المضاعفات وتحسن من جودة الحياة.
وقد أكد معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة في كلمة له أنه توجد معاناة عند الأطفال المصابين بالسكري وامراض الغدد الصماء أو الامراض المشابهة لها لفترات طويلة، وأن تلك المعاناه لم تقتصر فقط على الأطفال وانما تصل تلك المعاناة للعائلة وللمجتمع في نفس الوقت.
اضاف معالي الدكتور وزير الصحة: توجد متابعة دقيقة لكافة الحالات المصابة بمرض السكري أو الغدد الصماء عند الأطفال من خلال العناية الجيدة التي يتلقونها.
واشارت الدكتورة نور بنت بدر البوسعيدية مديرة المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء ورئيسة مجلس الإدارة بالجمعية في كلمتها أن مبادرة “نحن معكم” التى تهدف للمساهمة مع جهود وزارة الصحة في تحسين الرعاية الصحية لمرضى السكري من خلال توفير دعم عيني عبر توفير أجهزة لمرضى السكري من فئة الأطفال من أسر الضمان الاجتماعي والدخل المحدود في مختلف محافظات السلطنة وفق آلية محددة ، الأمر الذي نرجو أن ينتج عنه تحسين في مستويات التحكم الجيد بالسكري لدى هذه الفئة بما يجنبهم مضاعفات المرض.
واضافت: كما تشير البيانات الإحصائية إلى أن هناك زيادة في معدلات انتشار مرض السكري في معظم دول العالم ، بحيث أصبح معلوماً بوجوده كمشكلة عالمية تستدعى تظافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية. وفي نطاق الجهود العالمية للأمم المتحدة والمحدد لأهداف التنمية المستدامة للأمم ، وضع هدف التقليل من وفيات الأمراض غير المعدية كأحد أهداف تحقيق التنمية المستدامة. و انعكس عنه تبني منظمة الصحة العالمية وجميع الدول الأعضاء للهدف العالمي المتمثل في وقف الزيادة في معدلات الإصابة بالمرض بحلول عام 2025م.
من جانب آخر ، تعتبر السلطنة من الدول التى تتجاوز معدلات الإصابة بالسكري بها المتوسط العالمي المقدر بنحو 9.3% في عام 2019م ، حيث يبلغ معدل إنتشار السكري بين البالغين في السلطنة حوالي 11.4% وذلك بحسب دراسة المسح الصحي الوطني في عام 2017م. وبالتالي فإن تظافر الجهود وتعاون كافة القطاعات في دعم سياسات صحية وتمويلها وزيادة جهود التوعية وتوفير بيئة صحية داعمة أصبحت بكل تأكيد مطلباً ملحاً لتحقيق الهدف الأممي.
واستطردت البوسعيدية في كلمتها: ليس خافياً على أحد أن السكري مرض مكلف وتتضاعف كلفته مع وجود تحكم غير منضبط بمستويات السكر في الدم، وفي أحيان معينة يساهم المصاب بالسكري في جزء من تكلفة هذا المرض وهو الأمر الذي يسبب تحدياً لبعض الفئات من المرضى وبشكل كبير فئتي الضمان الإجتماعي والدخل المحدود، ومن هذا المنطلق جاء سعي الجمعية العمانية لمرض السكري لإطلاق مبادرة “نحن معكم” للتخفيف عن هذه الفئات المستهدفة من المرضى وبما يعزز ضبط السكري لديهم. وترتكزهذه المبادرة بشكل أساسي على توافر الدعم من مختلف شرائح المجتمع المدني ودعم الشركاء من القطاع الحكومي والخاص ، وهو ما نرجوه على مدار هذا العام والأعوام القادمة.
الجدير بالذكر يبلغ اجمالي عدد مرضى السكري المسجلين بمؤسسات وزارة الصحة بحسب التقرير الصحي لعام 2019م أكثر من 105 الف مصاب، والغالبية العظمى منهم مصابون بالنوع الثاني من السكري وحوالي 1-5% مصابون بالنوع الأول من السكري وهو النوع الذي غالباً ما يظهر خلال فترة الطفولة والمراهقة، وتتراوح عدد الحالات الجديدة بين الأطفال حوالي 60 سنويا تفوق إجمالي الحالات للمواطنيين من عمر ما قبل البلوغ ألف حالة، وبالنظر في مستويات التحكم بالسكري بحسب دراسات وتقارير محلية يتراوح معدل التحكم الجيد بالسكري لدى المرضى البالغين 32-35%، ويبلغ مستوى التحكم الجيد بالسكري لدى الأطفال والمراهقين 10-12%، وتشير أغلب الدراسات إلى أن التحكم الجيد بالسكري عند الأطفال يتحسن بزيادة وعي الأسرة بمشكلة السكري لدى أبنائها وكذلك من خلال توافر أجهزة مراقبة السكر أو مضخات الأنسولين عند المريض.
كما تقوم الجمعية العمانية لمرضى السكري بحشد الموارد اللازمة لتوفير أجهزة ضرورية للمرضى تمكنهم من التحكم بشكل أفضل بالمرض منها (مستشعر مراقبة مستوى السكر – منفذ حقن الإنسولين عبر الجلد وجهاز وأشرطة قياس السكر، مع أفق مستقبلي للتوسع لتغطية فئات أكثر ودعم جهاز مضخة الانسولين وملحقاتها).