“مطر العزيزي” وداعاً أخي الغالي العزيز
صلاح بن سعيد المعلم العبري
إعلامي – عضو جمعية الصحفيين العُمانية
عندما نتكلم عن الموت، فإننا قطعياً وبدون أدنى شك نتكلم عن الفراق الأبدي، رحل صديقي الغالي “مطر العزيزي” تحفّه دعوات والديه، ودعوات مُحبّيه.
كانت فاجعة كبيرة بالنسبة لي، فبحكم علاقتي الأخوية، ومستوى صداقة القلوب غير المُتناهي الذي يربطني به؛ كانت الفاجعة، غياب الصديق وفراق الحبيب.
لكنها حتماً هي إرادة الحيّ القيوم؛ إذ إن كُلا منا سيرحل، سنفارق الأبناء والأصحاب والبيوت وزخارف الحياة الدنيا التي لا بدّ من فنائها.
أخي وصديقي ” أبو مكتوم “، كلمات الرثاء المكتوبة بدمع العين لن تكفي. كان يوم أمس الإثنين “مؤلماً” بالنسبة لي، وكلمات الرثاء لن تكون أبداً بالنسبة لي مهدّئة للحزن الذي بداخلي يا أعزّ أصدقائي وأوفاهم وأنبلهم.
لكن قدر الله تعالى كتب لنا أن نفترق، ورحلتَ عن الحياة، لكنك رحلت إلى جوار أرحم الراحمين، فكم كُنت عطوفاً وذا نفسٍ سخية بكل معاني الإنسانية!
أعدك بالدعاء، وأن ألزم التضرّع إلى الحق في عُلاه أن يسكنك جنات النعيم.
أخي الحبيب، إن ألم الفراق، خاصة فراق من نُحب يُعد من المشاعر الصعبة التي تمرّ بالمرء، وهذا لأن ثمة أشخاصا كانوا بمثابة النفَس الذي نتنفس؛ لكي نبقى أحياء في هذا العالم الممزوج بالسعادة والشقاء، وبالحزن والفرح.
دموع والدك العزيز ودموع عمّك الغالي عبد العزيز وأعمامك والآخرين، وهم يستعدّون لمواراة جسدك الغالي تحت التراب، لن أنساها أبداً ما حييت، كما وأن بكاء الكثيرين على فراقك، والذي لاحظته بأمّ عيني في المقبرة، لهو دليل محبة الله تعالى لك.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «إذا أَحَبَّ اللهُ -تعالى- العَبْدَ، نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ فلاناً، فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي في أَهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللهَ يحِبُّ فلاناً، فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ في الأرضِ».
اللهُمَ اغفر له وارحمه، وعافِه واعفُ عنه، وأكرم نُزله، ووسّع مُدخله، واغسله بالماء والثلج والبرَد، ونقّه من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس.
ورحمة الله تغشىٰ المؤمنين.