طاعتهم واجبة
بدرية السيابية
نحمد الله حمداً كثيراً على وجود أشخاص يهتمون بنا ويخافون علينا من أبسط الأشياء ربونا علمونا على الدين والأخلاق والسلوك الحسن .
محبة الناس والتحدث معهم بأسلوب راق ، وكيفية غرس حب الذات في نفوسنا ، نعم هم الوالدين أوصى الله عز وجل على طاعتهم والإحسان لهم في الكبر فهم شمعة تضيء المكان ، وسراج
ينير دروبنا ليبقى وميضاً لامعاً نتسمك به عندما نظل الطريق ولا نعلم أين نتجه ! .
لم أجد وصفاً للأم ، فلساني عاجزٌ عن وصفها ، فهي شيئٌ ثمينٌ ، وهي جوهرةُ العطاء بدون مقابل ، وخوفها الدائم ، ودعواتها النابعة من صميم قلبها الطاهر لنا ، تتمنى الخير للجميع ، يكفي أنها أم تحمل معاني الحب ، الحنان ،الاحتواء ،الطمأنينة ،كل ما هو آمنٌ لنا ،،،
ولا ننسى الأب العطوف فهو القدوة التي نقتدي بها في التربية الحسنة وفي الكفاح من أجل توفير لقمة العيش لنا ، وتعليمه لنا معنى الصلاة وكيفية المحافظة عليها والتمسك بأمور ديننا الحنيف ومحبتنا لبعضنا البعض ، كي نتماسك ونتحد في وجه الصعاب ،،،
لذلك فمن كانت لهُ أم وأب فليحافظ عليهم وليرحمهم ، فمنهم الكبير الطاعن في السن ، فهم بحاجة إلينا كما كنا صغاراً بحاجة إليهم ،،
ومن المؤسف ان نجد من بيننا من يترك والديه على رصيف شارع ، أو باب مستشفى ، أو دار العجزة ، لماذا ؟ أين القلوب الرحيمة ، وأين الامتثال لقوله تعالى ” وبالوالدين إحسنا ” ألا يخشون الخالق سبحانه وتعالى ، فلنحسن لهم كما أحسنوا إلينا في صغرنا ، فحقاً هناك أبناء يهجرون والديهم بالسنوات ولربما لأسباب لا تستحق الذكر ، وهناك من يبني بيتاً كبيراً له ولأسرته الصغيرة فيه ، بينما من تعبوا في تربيته وتعليمه يسكنهم بملحقٍ صغير كالخدم .
فهناك كثير من الأمثلة التي لا يمكن ذكرها .
ونقول لمن يقوم بقوم بمثل هذه التصرفات تجاه والديه أن يتق الله فيهم فكما تدين تدان « يومٌ لك ويومٌ عليك » وهناك قصة ترويها لي إحدى الأخوات فتقول : أثناء زيارتي لأحد الأسر كانت تحتاج لبعض المساعدة من جهة معينة فكنا مكلفين بهذا الأمر ، وأثناء زيارة أحد المنازل وجدت امرأة عجوز تُركت لوحدها دون رعاية ، وكان الجيران من يعطيها الطعام والملابس ، وهذه المرأة كفيفة البصر وضعيفة البنية .
سبحان الله ، ألهذا الحال وصل بنا الأمر .
ايعقل أن نعامل من تعبوا علينا وحملوا همنا منذ الصغر بهكذا معاملة ؟
للأسف الشديد فإن أبناء هذه المرأة هم من تركوها على هذا الحال بحجة العمل ، وعدم التفرغ لرعايتها .
فلنحمد الله على نعمة وجود الأم والأب بيننا ، فوجودهم بركة .
ورحم الله كل أم أو أب رحلت أرواحهم إلى الرفيق الأعلى .